استيقظت قرية مونتريزور الفرنسية التي يبلغ عدد سكانها 380 نسمة، قبل أيام، مجردة من فئة لا بأس بها من نسائها! هكذا من دون أن يدرك سائر أهل القرية ما الذي حدث فجأة بين ليلة وضحاها، ولماذا اختفت معلمة المدرسة، والخبازة، والبائعة في متجر الثياب، وسكرتيرة المحامي، وطبيبة الأطفال، وغيرهن من اللواتي يشاركن بفعالية في الحياة اليومية لهذه القرية. هذا عدا عن ربات البيوت اللواتي اختفين بدورهن تاركات أزواجهن أمام مسؤولية الاهتمام بالأطفال إضافة إلى عملهم طبعاً. استمرّ هذا الوضع أسبوعاً كاملاً، إلا أن الموقف تبلور على الفور مثيراً دهشة المتبقين في القرية من رجال ونساء، بعدما كان القلق قد أصابهم. فاعترف الرجال أن زوجاتهم وأمهاتهم سافرن إلى مراكش في المغرب للراحة والاستجمام لمدة سبعة أيام في إطار تجربة للقناة الفرنسية «فرانس 2»، بإيحاء من برنامج تملكه أصلاً شبكة «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) البريطانية. وهدفت التجربة إلى متابعة تصرفات الرجال وكيفية تدبير شؤونهم المنزلية والتربوية مع الأطفال من دون التوقف عن ممارسة عملهم بطبيعة الحال، وقد صورهم التلفزيون في بيوتهم في أوقات معينة بهدف مشاهدة ما الذي يحدث عندما تغيب المرأة عن عش الزوجية لفترة ما. واتضح في النهاية، بحسب التصريحات التي أدلى بها الأزواج والأبناء الكبار، أن غياب المرأة عن البيت سلط الضوء على أهمية المهام الصعبة التي تؤديها، خصوصاً إذا كانت امرأة عاملة تعود في آخر النهار إلى بيتها لتجد أمامها كتلة من المسؤوليات لا بد عليها من تحملها من أجل حسن سير أمور المنزل العائلي. وقال أحد الأزواج إنه كان على وشك طلب الطلاق قبل حدوث حكاية السفر إلى المغرب هذه، لأنه كان يجد مزاج زوجته صعباً في بعض الأيام، وأضاف أنه الآن أدرك ما الذي تمر به هي كل يوم وحتى في خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب تنظيم البيت والاهتمام بالمشتريات الضرورية لسبعة أيام، فعدل تماماً عن فكرة الطلاق، وعلى عكس ذلك اشترى هدية قيّمة ليستقبل بها زوجته لدى عودتها من المغرب. وقالت فيرونيك مونييه المسؤولة عن البرنامج الذي سيبثّ في آذار (مارس) المقبل، بأن الرجال تصرفوا على الوجه الأفضل، مقدمين الدليل على تمتعهم بروح مسؤولية عالية أمام المشقة، إلا أنهم تعذبوا بعض الشيء وأدركوا بوضوح الدور الذي تؤديه شريكة حياتهم طوال الوقت، سواء كانت عاملة أو ربة بيت فقط.