تساءل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أسباب «سكوت» سلفه باراك أوباما على «تدخل روسي» في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية على رغم تقارير أكدت عمل الرئيس السابق بذلك مسبقاً. وأتى موقف ترامب في إطار تشكيكه مجدداً في المعلومات المتداولة في هذا الشأن التي أصر مراراً على أنها لا تعدو كونها «أضاليل» و «تلفيقات». تزامن ذلك مع نفي البيت الأبيض وجود أي نية لدى ترامب في إقالة روبرت مولر الذي كلفته وزارة العدل التحقيق في الدور الروسي، على رغم ما بدا أنه تشكيك من الرئيس في حياد الأخير. وتصاعد السجال في هذا الشأن مجدداً، غداة نشر صحيفة «واشنطن بوست» أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) أبلغت «أعلى مستويات السلطة في الولاياتالمتحدة» منذ آب (أغسطس) الماضي، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بعمليات الاختراق الإلكتروني التي تعرض لها الحزب الديموقراطي لمساعدة ترامب في الفوز على منافسته هيلاري كلينتون. وعلى الأثر سارع الرئيس الأميركي إلى التشكيك بإدارة سلفه الديموقراطي لهذا الملف، متسائلاً عن سبب عدم تحركه بعد حصوله على هذه المعلومات. وكتب ترامب في «تغريدة»، أن أوباما «كان يعلم قبل فترة طويلة من 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، (موعد الانتخابات)، بتدخل روسيا في الانتخابات ولم يفعل شيئاً حيال ذلك، لماذا؟». وأتبع ترامب «تغريدته» بمقابلة مع «فوكس نيوز»، قال فيها: «سمعت اليوم للمرة الأولى أن أوباما علم بأمر روسيا قبل وقت طويل من الانتخابات، ولم يفعل شيئاً حيال ذلك». وأضاف: «لكن أحداً لا يريد الحديث عن ذلك». وكانت «واشنطن بوست» عزت عدم تدخل أوباما إلى ثقة الديموقراطيين بأن مرشحتهم ستفوز على منافسها الجمهوري. وأوردت الصحيفة أن المعلومات عن تدخل روسي أحدثت في البداية «صدمة في البيت الأبيض ووضعت رؤساء الأجهزة الأمنية الأميركية في حال تأهب، لكن مع أجواء من الثقة بفوز كلينتون ومخاوف من اتهام أوباما نفسه بالتدخل في الانتخابات، اكتفت الإدارة الأميركية في حينه بتوجيه إنذارات إلى موسكو وتركت الإجراءات المضادة إلى ما بعد الانتخابات». وأضافت «واشنطن بوست»، أنه بعد فوز ترامب الذي أحدث هزة كبيرة، شعر المسؤولون في إدارة أوباما بالندم لعدم تحركهم. ونقلت عن مسؤول في الإدارة السابقة قوله، إن «في أوساط الأمن القومي، كانت هناك مراجعة فورية وتساؤل عن سبب سوء إدارة» هذه القضية. وحامت الشبهات حول روسيا منذ تموز (يوليو) 2016، بعدما نشر موقع «ويكيليكس» وثائق تسربت نتيجة اختراق الموقع الإلكتروني لحملة الحزب الديموقراطي عشية مؤتمر الحزب الذي فازت خلاله كلينتون بترشيح الديموقراطيين. وقال شون سبايسر، الناطق باسم البيت الأبيض في بيان، إن ترامب لا يعتزم إقالة المحقق الخاص روبرت مولر على رغم امتلاك الرئيس «صلاحية لفعل ذلك». وعبر ترامب عن قلقه في المقابلة مع «فوكس نيوز» مما وصفه بالعلاقة الوثيقة بين مولر وجيمس كومي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي أي). وعينت وزارة العدل مولر لتولي التحقيق عقب إقالة ترامب لكومي. وقال ترامب ل «فوكس نيوز»، إن «مولر صديق مقرب جداً لكومي وهو أمر مزعج، سيتعين أن نتحقق من عدم وجود عرقلة أو تواطؤ بعد تسريبات مصدرها كومي». وجدد الرئيس تأكيده عدم وجود تواطؤ بين حملته وروسيا، وأن إقالته لكومي لم تتسبب في إعاقة للعدالة. وقال: «لم يكن هناك تواطؤ ولا عرقلة (للعدالة) والجميع متفق نظرياً على ذلك».