أعلنت الحكومتان المحليتان في محافظتي النجف وكربلاء تعطيل الدوام الرسمي في كل الدوائر والجامعات والمدارس لمدة اسبوع لمناسبة زيارة الاربعين، التي تصادف الثلاثاء المقبل، ولاقى القرار امتعاضاً واعتراضاً من أوساط دينية وثقافية. وأعلن رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد حميد الموسوي، أن «المجلس اتخذ القرار نتيجة اكتظاظ الشوارع وإغلاق الطرق الرئيسة، تحسباً لخروقات الجماعات المسلحة أثناء توافد الزوار، فضلاً عن تسهيل مهمة الحكومة المحلية في تقديم الخدمات». ولاقى تعطيل الدوام انتقادات، لكثرة المناسبات الدينية التي تتزامن معها العطل الرسمية. وقال استاذ الحوزة العلمية نصير البكاء: «لدينا رواية عن رسول الله، فهو عندما كان يرى الرجل العامل يقبل يده ويقول هذه اليد يحبها الله ورسوله»، وأضاف أن» رسول الله يريد أن ينبهنا الى أهمية العمل، فاليوم نحن مشغولون بالزيارات ووفيات الائمة ومواليدهم، ولا يجوز تعطيل دوائر الدولة وإغلاق المدارس والكليات وإشغال الأجهزة الامنية بحجة الزيارة». ويتم في كل مناسبة دينية تعطيل العمل في المدن الجنوبية، خصوصاً في مدينتي النجف وكربلاء، من بدء المناسبة إلى انتهائها، ما يلحق الضرر بالكثير من المواطنين. وقال الحاج جميل محسن (63عاماً) إنه في السنوات التي أعقبت عام 2003، أصبحت المناسبات الدينية اكثر من عدد ايام السنة»، مشيراً إلى أن «هذه الأمور غريبة عن مجتمعنا، وهي اجندات خاصة لتعطيل الحياة العملية في البلاد». وأوضح مدير القسم السياسي في جامعة الصادق الدكتور علاء داخل، أن «الأعياد الشيعية تعادل ثلث أيام السنة، والزيارات من المستحبات، وليست واجبات دينية لازمة، كالصوم أو الصلاة أو الحج». وتابع: «لكن الحوزة لم تصدر تعليقات واضحة بهذا الصدد، ويبدو أن لا أحد من القيادات الدينية والحزبية يريد أن يحد من هذه الزيارات التي تعطل عمل الدوائر الحكومية والجامعات والمدارس والمصارف، وحتى النشاطات الاقتصادية الحرة»، ولفت الى ان «معظم الأحزاب الشيعية تسعى دائماً إلى استثمار هذه المناسبات الشعبية لكسب تأييد أكبر. وأصبح من المألوف أن تصطبغ هذه الشعائر الدينية البحتة بعناوين سياسية محددة، خصوصاً مع السرادق وخدمات تقديم الماء والطعام على الطريق، إلى مراقد الأئمة، حيث ترى فوق الخيام لافتات تعبر عن الجهة السياسية الراعية لهذا العمل. وهذه الأحزاب تسعى إلى إدامة وتوسيع هذه المناسبات الحاشدة طمعاً في الوصول إلى اكبر عدد ممكن من المؤيدين». وتسير الحاجة ام حسين (53 عاماً) مئات الكيلومترات من البصرة مارة بالنجف متجهة الى كربلاء لتشارك في الزيارة الاربعينية الثلثاء المقبل. وتقول ل»الحياة» إنها «في كل مناسبة تقطع هذه المسافة مشياً على الاقدام لزيارة الامام الحسين او الامام علي ولا يهمنا الارهاب او التفجير». ويتوافد خلال هذه المناسبة ملايين الزوار من المسلمين الشيعة من داخل العراق وخارجه إلى كربلاء لإحياء ذكرى مرور 40 يوماً على الذكرى السنوية لمقتل الإمام الحسين عام 680 ميلادية.