أبلغ جاريد كوشنر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام، الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء لقائهما ليل الأربعاء- الخميس أنه سيعرض قريباً على الرئيس نتائج محادثاته مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وأن ترامب سيتخذ في ضوء ذلك قراراً إما بتقديم مبادرة سلام أو التوقف عن مساعيه. وقال مسؤول فلسطيني حضر اللقاء: «طلب كوشنر من عباس تقديم رؤيته للحل السياسي، وعندما استمع إلى ذلك ردّ قائلاً: أنا التقيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واستمعت إلى رؤيته للحل السياسي، كما فعلت هنا، والآن سأقدم تقريراً إلى الرئيس، وهو سيقرر الاستمرار وتقديم مبادرة للسلام في حال وجد هناك فرصة، أو الانسحاب». وقدم الفريق الأميركي في اللقاء احتجاجاً لعباس على عدم إدانته العملية الأخيرة في القدس التي أسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية وثلاثة مهاجمين فلسطينيين، وأيضاً على رفض الرئيس استقبال السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان المعروف بانحيازه الشديد لإسرائيل والاستيطان. وجاء اجتماع كوشنر- عباس والذي وصف بأنه غير مشجع، بعد اجتماع المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام جيسون غرينبلات وفريق فلسطيني برئاسة رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الخلاف بين عريقات وغرينبلات تفجر لدى مطالبة الأخير بوقف دفع رواتب الأسرى، ووقف ما أسماه التحريض والعنف. وردّ عريقات مطالباً غرينبلات بالعمل على وقف الاستيطان، واصفاً البناء على الأرض الفلسطينية بأنه «العنف الأكبر، والمحرض الأكبر». وأصدر عريقات أمس بياناً رفض فيه الاتهامات الإسرائيلية في شأن «التحريض الرسمي الفلسطيني»، وقال في بيانه: «حكومة الاحتلال تعمل في شكل متواصل على حرف الأنظار وابتكار أعذار جديدة وتضليلية، مثل ادعاءات (التحريض) في كل مرة تتاح فيها فرصة لإحياء المسار السياسي، على عكس القيادة الفلسطينية الملتزمة حل الدولتين والتنفيذ الكامل للقانون الدولي». ووصف عريقات مطالبة إسرائيل للجانب الأميركي بالعمل على «وقف التحريض» واعتبار رواتب أسر الشهداء والأسرى تحريضاً على العنف، بأنها «محاولات لوسم نضال شعبنا الوطني بالإرهاب، وتجريم شهدائنا وأسرانا المناضلين منذ انطلاق الثورة الفلسطينية». وقال عريقات إن إسرائيل رفضت تفعيل لجنة ثلاثية أميركية- إسرائيلية- فلسطينية لمراقبة التحريض لدى الجانبين، معتبراً أن سبب ذلك «يعود إلى السياسة المتأصلة لحكومة اليمين بالتحريض وتمجيد الإرهاب الصهيوني». وأضاف: «مثالاً على ذلك، قام رئيس حكومة الاحتلال نتانياهو بنفسه في نيسان (أبريل) الماضي بافتتاح مستشفى باسم اسحق شامير، الإرهابي المسؤول عن قتل مئات المدنيين، بما في ذلك إصدار أوامر اغتيال وسيط الأممالمتحدة لعملية السلام الكونت فولك برنادوت من السويد، بالإضافة إلى تفجير فندق الملك داود الذي أودى بحياة العشرات من المدنيين». وحذر عريقات بعض أعضاء المجتمع الدولي من «قبول رواية التحريض الإسرائيلية، ومحاسبة الضحية التي تلتزم القانون الدولي ومكافأة المجرم وتمكينه من الإفلات من العقاب». وطالب إسرائيل ب «الكف عن سياسة التضليل وإيجاد الأعذار لإدامة الاحتلال الاستعماري غير القانوني والتنكر الممنهج لحقوق شعبنا والعمل على إنهاء احتلالها فوراً، وتجسيد سيادة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس خدمة للسلام والاستقرار العالمي».