فجر «داعش» «جامع الخلافة» ومنارة الحدباء الأثرية بعد تضييق الجيش الطوق على آخر معاقله في الشطر الغربي للموصل، فيما أكد قائد ميداني تحقيق مكاسب بعد وصول تعزيزات من «النخبة». من جهة أخرى، نقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن وزارة الخارجية قولها أمس، إن «هناك درجة عالية من الثقة في أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي لقي مصرعه. وقالت قيادة «عمليات قادمون يا نينوى» في بيان أمس، إن «تفجير وتخريب المواقع الأثرية هو ديدن تنظيم داعش وقد سبقه جامع النبي يونس وغيره، وقد فجر أخيراً جامع النوري، عندما أصبحت قواتنا على بعد 50 متراً منه، وكان مهيئاً ومفخخاً كتخريب مؤجل لحين إعلان الإفلاس»، وأكدت أن «هذه الجريمة التاريخية لن تمنعنا من القضاء عليهم». وأظهرت لقطات فيديو تحول الجامع إلى أنقاض، ولم يبق من منارته الحدباء سوى قاعدتها، وهي أيقونة الموصل التاريخية، ويعود تاريخها إلى القرن السادس الهجري، أي قبل نحو تسعة قرون، وشهد الجامع بعد شهر من سقوط المدينة بيد التنظيم في حزيران (يونيو) عام 2014، أول خطاب لزعيمه أبو بكر البغدادي معلناً إقامة «دولة الخلافة»، وسبق أن فشلت قوات من الشرطة الاتحادية منذ أواسط آذار (مارس) الماضي في السيطرة عليه من الجهة الجنوبية للمدينة القديمة. واتهمت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم طائرات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن بقصف المسجد، لكن الناطق باسم التحالف جون دوريان قال، إن «طائراتنا لم تنفذ أي غارة في نطاق منطقة المسجد» (رويترز). وأعلن الفريق رائد جودت، قائد «الشرطة الاتحادية» في بيان، أن قواته «تخوض قتالاً شرساً مع الدواعش بالأسلحة الخفيفة والرمانات اليدوية على أسطح المنازل المتراصة والأزقة الضيقة في البلدة القديمة، وهي تحاصر الإرهابيين ولا فرصة أمامهم للهرب والنجاة، ودفعنا بتعزيزات من مغاوير النخبة للسيطرة على أحياء باب البيض ورأس الجادة، في حين حررت وحدات من الفرقة الخامسة جامع الحامدين، وتتقدم للسيطرة على كنيسة شمعون، التي يعود تاريخ بنائها إلى نهاية القرن الثالث الميلادي»، وأشار إلى «قتل 43 إرهابياً بينهم 3 من خبراء التفخيخ، وتدمير 5 عجلات ملغمة، وتفكيك 15عبوة ناسفة، و4 منازل مفخخة، والسيطرة على مستودع للذخيرة»، وأضاف أن «وحدات تقدمت مسافة 100 متر من جنوبالمدينة القديمة في اتجاه جامع الزيواني وقتلت 8 دواعش بينهم 5 قناصين، و3 انتحاريين يستقلون درجات نارية». من جهة أخرى، أفاد مصدر عسكري بأن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تواصل تقدمها من الجهة الغربية، وأصبحت تسيطر على منطقة المشاهدة وصولاً إلى الجامع الكبير، وهناك حركة نزوح مستمرة باتجاه المناطق الآمنة». وتأتي هذه التطورات في وقت لم يحرز الجيش تقدماً يذكر منذ يومين للسيطرة على ما تبقى من حي الشفاء، شمال المدينة. واتهمت وزارة الدفاع العراقية أمس في بيان «داعش» بأنه «يضيق الخناق على المدنيين، وبحصر المواد الغذائية بيد إرهابييه الذين استغلوا الطرق غير المشروعة التي استخدمها البعض لجلب الطعام، وذلك بتهديدهم إما بالانتماء إليهم أو بقطع أيديهم وإنزال القصاص بهم، فما كان من هؤلاء المراهقين إلا الرضوخ والانضمام». واستدركت: «لكن أنفسهم أبت أن تتلطخ أيديهم بدماء أبناء بلدهم، فكانت النجدة لهم من خلال النداء الإنساني الذي وجهته مفارز العمليات النفسية التابعة للوزارة، حيث جاء هؤلاء الشباب وسلموا أنفسهم للقوات الأمنية معبرين عن ندمهم»، ودعت عناصر «داعش» إلى «تسليم أنفسهم وإلقاء السلاح مقابل محاكمة عادلة لهم». من جانب آخر، أفادت وسائل إعلام محلية بأن «مسلحين من الحشد العشائري أطلقوا الليلة قبل الماضية النار على عامر المحسن، ضابط برتبة عميد ركن، ضمن قوات قيادة عمليات نينوى في منطقة سكنه في قرية الزاوية، التابعة لبلدة القيارة، جنوب الموصل»، مشيرة إلى أن «الضابط كان في إجازته ووقع خلاف مع عناصر الحشد العشائري تطور إلى اشتباك».