ارتفعت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في أشهر عدة أمس، لكنها لا تزال تواجه ضغوطاً من استمرار تخمة المعروض العالمي، على رغم الجهود التي تقودها «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) لإعادة التوازن إلى السوق. وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 43 سنتاً إلى 45.25 دولار للبرميل، بعدما هبطت إلى نحو 44.53 دولار في وقت سابق. وانخفضت عقود «برنت» 2.6 في المئة في الجلسة السابقة إلى 44.35 دولار للبرميل مسجلة أدنى مستوياتها منذ تشرين الثاني (نوفمبر). وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي 30 سنتاً إلى 42.83 دولار للبرميل، بعدما تراجعت أيضاً في وقت سابق من الجلسة. ولامست العقود 42.05 دولار أول من أمس، مسجلة أدنى مستوياتها خلال التعاملات منذ آب (أغسطس) 2016. وقال خبير الطاقة لدى بنك «إيه بي أن أمرو هانز» فان كليف إن «الأسعار هبطت كثيراً. من يراهنون على ارتفاع الأسعار يقبلون على الشراء». وتراجعت أسعار الخام بنحو 20 في المئة من ذروتها في أواخر شباط (فبراير)، مبددة المكاسب التي حققتها في نهاية السنة في أعقاب الخفض المبدئي للإنتاج بقيادة «أوبك». إلى ذلك، خفض مركز «باركليز» لبحوث الأسهم توقعاته لمتوسط سعر «برنت» هذه السنة إلى 52 دولاراً للبرميل من 56 دولاراً ، و57 دولاراً للبرميل في العام المقبل انخفاضاً من 67 دولاراً للبرميل. وأكد بيان صادر عن المركز، أن متوسط توقعات خام «برنت» لعام 2019 يظل من دون تغيير عند 60 دولاراً للبرميل. ولفت البيان إلى أن «على رغم انخفاض المخزون القوي خلال النصف الثاني من السنة، قد يدعم ارتفاعاً قريب المدى في أسعار النفط، فقد تراجعت توقعات 2018 بسبب استمرار صمود إمدادات النفط الأميركية، وتوقعات بأن تتراجع أوبك عن خفوضات الإنتاج الراهنة». في سياق منفصل، أعلنت وزارة النفط العراقية أمس، ارتفاع معدل الصادرات والإيرادات المحققة لشهر أيار (مايو) الماضي مقارنة بشهر نيسان (أبريل) الماضي، مشيرة إلى أن معدل سعر البرميل الواحد بلغ 45.727 دولار. وقال الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد في بيان، إن «كمية الصادرات من النفط الخام لشهر أيار وفقاً للإحصاءات النهائية الصادرة عن شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، بلغت 101.1 مليون برميل، وبإيرادات بلغت 4 بلايين و623 مليون دولار». وأضاف أن «مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام في وسط العراق وجنوبه بلغ 100 مليون و400 ألف برميل، وبإيرادات بلغت 4 بلايين و5911 مليون دولار، في حين كان مجموع الصادرات من نفط كركوك 700 ألف برميل، بإيرادات بلغت 322 مليون دولار»، مشيراً إلى أن «معدل سعر البرميل الواحد بلغ 45.7277 دولار». وتابع أن «الكميات المصدرة تم تحميلها من قبل 35 شركة عالمية مختلفة الجنسية، من موانئ البصرة وخور العمية والعوامات الأحادية على الخليج ومن ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط». وأعلنت وزارة النفط، في 6 أيار الماضي، انخفاض الصادرات النفطية العراقية لشهر نيسان لتصل إلى 97 مليون برميل، مشيرة الى أن معدل التصدير اليومي بلغ 3 ملايين و252 ألف برميل. إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية لزيوت الأساس» (لوبريف) صلاح الدين دردير أمس، إن شركته تخطط لبدء الإنتاج التجاري لزيت الأساس العالي الجودة من مصفاة ينبع الموسعة في الربع الرابع من السنة. وأضاف أن الشركة حالياً في مرحلة إتمام الأعمال الميكانيكية وبدء تشغيل نشاطات المشروع المستهدف له أن يبدأ الإنتاج التجاري بحلول الربع الرابع من السنة، لإنتاج زيت الأساس من المجموعة الثانية». وأكد دردير في رد على أسئلة لوكالة «رويترز»، أن «توريد المنتج للسوق المحلية والدولية سيتم، مع إعطاء أولوية لطلبات السوق المحلية». وعادة ما يستخدم زيت الأساس في تشحيم محركات السيارات. وتتراوح الطاقة الإنتاجية للشركة، وهي مشروع مشترك بين عملاق النفط الوطني «أرامكو السعودية» ومجموعة «جدوى للاستثمار الصناعي»، بين 500 ألف و600 ألف طن متري من زيوت التشحيم سنوياً من مصافيها في ينبعوجدة. وستزيد طاقة إنتاج الشركة إلى المثلين مع توسيع مصفاة ينبع. وسيرفع التوسيع إجمالي إنتاج «لوبريف» من مصفاة ينبع إلى 900 ألف طن سنوياً من المجموعة الأولى والثانية من زيوت الأساس. وتبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية لمصفاة ينبع 300 ألف طن سنوياً من المجموعة الأولى من زيت الأساس. وأضاف دردير أن «التوسيع سيسمح للوبريف إنتاج 600 ألف طن إضافية سنوياً من المجموعة الثانية من زيت الأساس العالي الجودة»، لافتاً إلى أن «الشركة ستورد منتجاتها إلى أسواق في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وآسيا وأوروبا، مع توريد معظم الإنتاج إلى أسواق مناطقنا الرئيسية في الشرق الأوسط والهند». وأضاف أن الشركة «ما زالت تتوقع أن تبلغ كلفة أعمال الهندسة والتوريد والبناء للتوسيع بليون دولار».