تعافت أسعار النفط أمس من أدنى مستوياتها هذه السنة، بعدما أظهرت بيانات أوّلية انخفاضاً أكبر من المتوقع في المخزونات الأميركية، ما أنعش المعنويات المتفائلة بتراجع تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية. وارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 35 سنتاً إلى 50.81 دولار للبرميل. وأغلقت العقود الآجلة لخام «برنت» أول من أمس عند أدنى مستوى منذ الثلاثين من تشرين الثاني (نوفمبر) عندما قررت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) خفض الإنتاج. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 28 سنتاً إلى 47.94 دولار للبرميل، بعد أن كان قد انخفض 2.4 في المئة أول من أمس، بفعل مخاوف بشأن تراجع مستوى التزام «أوبك» باتفاق خفض الإنتاج. وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي في ساعة متأخرة من أول من أمس أن مخزونات الخام الأميركية تراجعت 4.2 مليون برميل في الأسبوع الماضي، أي بنحو مِثْلي الانخفاض الذي توقّعه محللون استطلعت «رويترز» آراءهم. وسيتم الإعلان عن بيانات مخزونات إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق. وأظهر مسح أجرته «رويترز» أن زيادة ضخ النفط من أنغولا وارتفاع إنتاج الإمارات أكثر من المحدد في الأساس، يعني أن التزام «أوبك» باتفاق خفض الإنتاج تراجع إلى 90 في المئة من 92 في المئة في آذار (مارس). إلى ذلك، أكدت قالت وزارة الطاقة أن روسيا خفضت إنتاج النفط بمقدار 300 ألف و790 برميلاً يومياً في الأول من الجاري، مقارنة مع مستوى تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي، ما يعني أنها خفّضت إنتاجها بأكثر من المطلوب في اتفاق بين «أوبك» ومنتجين آخرين. ومع استمرار زيادة مخزونات النفط العالمية يركز المستثمرون الآن على ما إذا كانت «أوبك» والمنتجون المستقلون سيتفقون على تمديد خفوضات الإنتاج إلى النصف الثاني من السنة. وسيناقش المنتجون الأمر في اجتماع للمنظمة في 25 الجاري. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إنه سيلتقي بمديري كبرى شركات النفط الروسية قبل اجتماع «أوبك»، لمناقشة تمديد خفض الإنتاج. وأكدت مصادر في القطاع إن هذا الاجتماع لم يتم بعد. وامتنع نوفاك عن التصريح يوم الجمعة، بما إذا كانت روسيا ستدعم تمديد الاتفاق. كما امتنع نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش عن التعليق لدى سؤاله أمس. إلى ذلك، أكدت مصادر في قطاع النفط أن صادرات العراق من زيت الوقود ارتفعت منذ كانون الثاني (يناير) على رغم انخفاض إنتاج النفط الخام تماشياً مع اتفاق «أوبك». وقد تكون هذه طريقة لتعزيز إنتاج المواد المكررة والحفاظ على إيرادات النفط. وأظهرت بيانات «تومسون رويترز» لبحوث النفط، أن العراق صدّر ما بين 80 و160 ألف طن من زيت الوقود في عام 2016. لكن الكميات المبيعة إلى آسيا قفزت في العام الجاري، وتجاوزت صادرات زيت الوقود العراقية 500 ألف طن في آذار (مارس) فقط، وفقاً لبيانات «رويترز». وزيادة صادرات زيت الوقود العالي الجودة محاولة لتعزيز الإيرادات في ظل اتفاق «أوبك» الذي وافق عليه العراق على مضض، وأكد أنه سيخفض إنتاج الخام بمقدار 210 آلاف برميل يومياً. وأكدت خمسة مصادر مطلعة في القطاع، أن العراق عالج المزيد من النفط في مصافيه وحوّله إلى زيت وقود للتصدير. وقال مسؤول في شركة لتجارة الطاقة تتخذ من العراق مقراً لها، إن «العراقيين يعملون على تعزيز صادرات النفط الخام في محاولة لتعويض تخفيضات إنتاج (الخام) في أوبك». وأكدت مصادر تجارية أخرى في الشرق الأوسط، أن العراق يمزج زيت الوقود العالي الجودة الذي ينتجه بالخام أو النفتا قبل تصديره. ووصل أثر ارتفاع الصادرات إلى سنغافورة المركز الرئيسي لتجارة وتخزين النفط في آسيا. وأظهرت بيانات تجارية جمعتها «رويترز» أن واردات الخام العراقي بلغت 0.94 مليون طن في الربع الأول من السنة، أي نحو مثلي حجم صادرات عام 2016 والتي بلغت 0.48 مليون طن. وأعلنت شركة «دانة غاز» أمس أنها ستبدأ جولة محادثات مع حملة صكوكها بهدف إعادة هيكلة الصكوك التي أُصدرت في 8 أيار (مايو) 2013، في ضوء التحديات المتواصلة التي تواجه الشركة بشأن تحصيل مستحقاتها النقدية المتأخرة، وما يترتب عن ذلك من حاجة الشركة إلى تركيز اهتمامها في المدى القريب والمتوسط، على المحافظة على السيولة النقدية المتاحة لديها. وسجّلت الشركة أداءً جيداً على الصعيد التشغيلي خلال العام الماضي، إذ ارتفع معدل إنتاج الشركة في مصر، بالتزامن مع استقرار العمليات التشغيلية في إقليم كردستان العراق. وحققت الشركة أيضاً تقدماً كبيراً على صعيد دعاوى التحكيم المرفوعة ضد حكومة إقليم كردستان العراق و«شركة النفط الوطنية الإيرانية».