في دورة استثنائية هي العاشرة (بين 13 و27 تموز/ يوليو) تحمل اسم الناقدة الراحلة نهاد صليحة، ارتأت إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري، تكريم خمسة مسرحيين مصريين كانت لهم بصمات مميزة في الفن المسرحي، وهم: الممثلة عايدة عبدالعزيز (80 سنة) ويصدر عنها للمناسبة كتاب «الوجه والظل في دولة التمثيل»، والمخرج المسرحي سمير العصفوري (80 سنة) وعنه كتاب «اللامنتمي»، والأستاذ في معهد الفنون المسرحية محمد شيحة وعنه كتاب «الأستاذ»، والشاعر المسرحي سمير عبد الباقي وفيه كتاب «فارس الكلمة»، وأخيراً تكريم اسم أحد رواد الإخراج المسرحي حسين جمعة (1925 إلى 2014)، وهو «عاشق الفضاءات المفتوحة» وفق اسم الكتاب الصادر عنه. استثنائية الدورة المرتقبة للمهرجان القومي للمسرح لا تقتصر فقط على حملها اسم واحدة من أيقونات جيل ما بعد الرواد في النقد المسرحي والتي رحلت قبل أشهر، لكنه يحمل اعتناءً غير مسبوق بالنقد المسرحي سواء الاحترافي أو الجماهيري باعتباره جزءاً أصيلاً يعول عليه في النهضة المسرحية، عبر استحداث مسابقة للمقال النقدي. أما الجمهور فتتاح له فرصة اختيار أفضل عرض في قسم «العروض المختارة» وهو قسم مستحدث أيضاً، ويرفق العرض باستمارة لتقييم العروض أعدتها رئيسة المركز القومي للبحوث الاجتماعية نسرين البغدادي، وذلك لاستخدامها في دراسة يعدها المركز عن جمهور المهرجان تنشر في ما بعد، وفق رئيس المهرجان الناقد المسرحي حسن عطية. ويقول عطية ل «الحياة»: «استحدثنا القسم الخاص بتقييمات الجمهور كمحاولة لاستثارة النزعة النقدية عند مشاهدي العروض، وللرد على الاتهامات التي توجه للنقاد دائماً حول انفصامهم عن الجمهور واختيارهم عروضاً لا يستسيغها المشاهد». ويضم المهرجان أيضاً للمرة الأولى قسماً خاصاً بعروض مسرح الشارع والمسرح الغنائي ضمن قسم «نظرة خاصة» وفيه يشارك عرضان من فرق عراقية لمسرح الشارع، وفرقة مصرية وتقدم العروض في شارع المعز لدين الله الفاطمي «في تظاهرة فنية غير مسبوقة، يذهب فيها المسرح الى جمهوره خلال مهرجان رسمي ضخم». ويضيف رئيس المهرجان: «استحدثنا أيضاً قسماً رابعاً خاصاً باستضافة دولة ضيف شرف ويشارك القائمون على أحد مسارحها في المهرجان مقدمين عرضاً، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الحركة المسرحية في تلك الدولة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات هي ضيف شرف الدورة، وتحديداً مسرح الشارقة فيحل رئيسه وأعضاؤه ضيوفاً على المهرجان. تتنافس عروض مميزة حازت بمعظمها إشادات النقاد والجمهور على السواء ضمن المسابقة الرسمية، ومنها: «قواعد العشق 40» إنتاج البيت الفني للمسرح وإخراج عادل حسان، وهو العرض المأخوذ عن رواية الكاتبة التركية إليف شفق عن قصة الصوفيين جلال الدين الرومي وشمس التبريزي، وعرض «الطقوس» المستوحى من نص للكاتب السوري سعدالله ونوس، والممثل للجمعية المصرية لهواة المسرح، وهو العرض الذي حاز الجائزة الكبرى للجنة التحكيم العربية في مهرجان المسرح العربي في دورته السابقة، إضافة إلى عرض «سينما 30» للفرقة المسرحية لكلية التجارة جامعة عين شمس. ويحتفي المهرجان بعدد من رواد المسرح العربي ممن تتزامن ذكراهم مع دورته، وهم الفنان علي الكسار (1887 - 1957) وهو تتزامن ذكرى ميلاده وانطلاق المهرجان 13 تموز (يوليو)، والفنان يوسف وهبي (1898 -1982) وتتزامن ذكرى ميلاده مع ثاني أيام الهرجان، وأخيراً الأديب الكبير توفيق الحكيم (1898 -1987) وتحل ذكرى رحيله الثلاثون قبل ختام المهرجان بيوم في 26 تموز