تكللت تظاهرات الشعب التونسي الغاضبة بسقوط نظام زين العابدين بن علي التي وضعت حداً لنظام مستبد دام 23 عاماً. وراح ضحية الثورة الشعب التونسي، في الشهر الماضي، 100 قتيل ومئات من الجرحي. وقبل عام، زعمت الحكومة التونسية الفوز في الانتخابات بنسبة 90 بالمئة. ولكنها سقطت بأقل من شهر. وهذا مؤشر على تزوير الأجهزة الحكومية الانتخابات. وتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة التضخم في السنوات الماضية هما من أبرز بواعث اندلاع الثورة هذه، في وقت كانت أسرة بن علي تسيطر علي موارد البلاد الاقتصادية . وتظهر الشعارات التي رفعها المتظاهرون أن الأوضاع الاقتصادية الوخيمة ليست العامل الرئيسي وراء الثورة. ومرد الثورة إلى المطالبة بالحريات المقموعة وتسلط بن علي علي مقدرات البلد. وثمة بعد آخر لهذه التطورات، وهو الأزمة السياسية التي تعاني منها الدول العربية، مثل مصر والأردن والسودان واليمن والجزائر، وغيرها من دول المنطقة التي تواجه ظروفاً مشابهة لظروف تونس، وهو ما يقلق الحكام العرب الذين لا ينظمون انتخابات حرة ونزيهة. وأغلب الظن أن تؤثر حوادث تونس في أوضاع الدول العربية السياسية. فمنطقة الشرق الأوسط تمر في مرحلة انتقالية من نظام تقليدي إلي نظام جديد. والدول الغربية، خصوصاً الولاياتالمتحدة، تفاجأت بسرعة تطور الأوضاع في تونس. وهي أعلنت مواقف متناقضة، ولم ترسُ علي موقف معين، علي رغم معارضتها توسل العنف في قمع المتظاهرين. وتنظر الدول الغربية بعين القلق إلى إحكام مناوئين لها قبضتهم على تونس. ولا يستهان بدور الوعي المناهض للولايات المتحدة، وهو رسخ في الدول الإسلامية خلال السنوات الماضية، في التطورات التونسية. وإذا دققنا في شعارات المتظاهرين، ندرك أسباب قلق الدول الغربية من تطور الأوضاع، في وقت كانت إسرائيل من أبرز حلفاء ابن علي. وعدد من الشخصيات التونسية مرشح إلى أداء دور في هذه التطورات، منها السياسي المخضرم محمد الغنوشي، وكمال مرجان، وزير الخارجية السابق، ونجيب شبي زعيم حزب التقدم الديموقراطي الذي لعب دوراً في التظاهرات الأخيرة. * افتتاحية، عن «جمهوري اسلامي» الإيرانية، 16/1/2011، اعداد محمد صالح صدقيان