أعلن القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم ستيفن كوتسيس استعداد بلاده للعمل مع الحكومة لتجاوز العقبات على طريق رفع العقوبات عن السودان. وقال إنه لو سارت الأمور في شكل جيد سيتم رفع العقوبات نهائياً في منتصف تموز (يوليو) المقبل، ورأى أن الوضع الأمني في دارفور يقف عائقاً أمام النازحين الراغبين بالعودة إلى ديارهم. وشدد على ضرورة أن يثق الراغبون بالعودة بقدرة الأجهزة الأمنية الحكومية على حمايتهم من هجمات الميليشيات. وبدأ وفد أميركي رفيع بقيادة كوتسيس زيارة إلى دارفور تستمر 3 أيام يرافقه المستشار السياسي والاقتصادي ومسؤول المعونة الأميركية بالسودان، سيتفقدون خلالها الأوضاع في منطقة جبل مرة. وقال الديبلوماسي الأميركي عقب اجتماعه مع نائب حاكم ولاية شمال دارفور محمد بريمة إن الزيارة ترمي إلى تقييم التقدم الذي أحرزته الحكومة السودانية، والبعثة الأممية- الأفريقية المشتركة «يوناميد»، لافتاً إلى أنها الزيارة الأولى له إلى الإقليم برفقة مسؤولي السفارة. وأشار كوتسيس إلى أن القيادات القبلية طلبت «من المسؤولين مساعدة النازحين الذين يريدون العودة إلى مناطقهم ولا يستطيعون خوفاً من الميليشيات والعناصر الإجرامية، وأن النازحين بحاجة إلى الثقة في قدرات الأجهزة الأمنية على حمايتهم، إضافة إلى الجانب القضائي لتحقيق العدالة». وتابع: «لذلك يجب على الحكومة العمل مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والشركاء مع ضرورة بناء المؤسسات المحلية التي تحمي المدنيين وتقدم لهم الخدمات الأساسية حتى يمكنهم العودة إلى قراهم». وأشار كوتسيس خلال مخاطبته أساتذة جامعة الفاشر إلى أن الولاياتالمتحدة طلبت من الحكومة العمل على تحقيق السلام الشامل، ومساعدة جيرانها في مختلف النواحي، وتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان. وأضاف: «من المنطقي مراجعة العقوبات بعد فرضها لسنوات عقب التحقق من أن تهديد السودان أقل بكثير من تهديد كوريا الشمالية على الولاياتالمتحدة، وربط كوتسيس ملف دعم الإرهاب بالرفع الكامل للعقوبات عن السودان». وأوضح أن رفع العقوبات سيكون له أثر على التعاون المالي والاقتصادي بين البلدين، وأن التعاون سيكون محصوراً في مجالات محددة. إلى ذلك، أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن حملة الاستهداف تجاه البلاد لن تتوقف، ويريد لها أعداء البلاد أن تتفجر من الداخل بإشعال الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ويسعون إلى زرع الفتن داخل المجتمع السوداني واستهداف وحدته وتماسكه. ودعا البشير خلال مخاطبته رجال الطرق الصوفية في مقر إقامته في الخرطوم إلى تفويت الفرصة على مستهدفي المجتمع السني وتماسكه في السودان، وذلك بعدم الالتفات إلى محاولة زرع الفتن وشق الصف التي يسعى لها الأعداء. وتابع: «حملة الاستهداف لن تتوقف، ويريد لها أعداء البلاد أن تتفجر من الداخل بعد فشل محاولاتهم كافة للنيل من السودان، موضحاً أن جهات حاولت تفجير البلاد من الداخل بعد فشلها في الحرب والحصار الاقتصادي والديبلوماسي وتحريك المحكمة الجنائية الدولية في شأن أزمة دارفور، مشيراً إلى أن تلك الجهات أشعلت الحرب في دارفور، بعد انفصال جنوب السودان. وتوجه البشير أمس، إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة يرافقه وزيرا الخارجية ابراهيم غندور وشؤون الرئاسة فضل عبدالله فضل. وقال غندور للصحافيين إن البشير سيجري محادثات مع القيادة السعودية في شأن تطورات الأوضاع في المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية. في شأن آخر، سلّمت السلطات الليبية، السودان 8 أطفال من الجنسية السودانية، قُتل ذووهم على يد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، خلال تحرير مدينة سرت. وأعلن المكتب الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»، التابعة لحكومة «الوفاق الوطني» الليبية أمس، أنّ السلطات القضائية المختصة سلّمت يوم الجمعة الماضي، 8 أطفال سودانيين، إلى رئيس الجالية السودانية، ليتولّى عملية نقلهم وتسليمهم إلى ذويهم في السودان.