كريستيانو رونالدو متهم، راداميل فالكاو ملاحق، وليونيل ميسي محكوم. يخوض القضاء الإسباني هجوماً بلا هوادة على التهرب الضريبي، وتريد المفوضية الأوروبية ردع من يسهلون هذا الأمر بدءاً من المصارف الدولية الكبرى. ومن المنتظر أن يقترح المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، الفرنسي بيار موسكوفيسي، الأربعاء توجيهاً لمكافحة «ضريبة التحسين»، التي يتم اللجوء إليها من خلال البحث عن الثغرات في التشريعات بهدف دفع أقل قدر ممكن من الضرائب من دون مخالفة القوانين. وصرح متحدث باسم المفوضية: «قمنا بالقليل حتى الآن من أجل عدم تشجيع الوسطاء الذين يساعدون الزبائن في تجنب دفع حصتهم الحقيقية من الضرائب». وتريد المفوضية إرغام المستشارين الماليين لأصحاب الثروات الكبيرة أو الشركات على التصريح أمام إدارة الضرائب بالمنتجات خلف الحدود التي يقترحونها على زبائنهم. وأوضح المتحدث: «ستكون سلطات الضرائب في هذه الحال قادرة على اكتشاف الثغرات في القوانين بشكل أفضل وبوقت أسرع». ولا تستهدف المفوضية الرياضيين بشكل خاص وإنما إسبانيا حيث تتسيد كرة القدم، وسلطت الأضواء على المناورات المعقدة التي يقوم بها نجومها من أجل الإفلات من الضريبة وبشكل خاص ما يتعلق منها بحقوق الصورة. فبالإضافة إلى أجورهم ومكافآت الفوز، يحصل اللاعبون الكبار على عائدات بالملايين جراء بيع أسمائهم أو صورهم إلى شركات الدعاية والتجهيزات الرياضية بدءاً من الملابس الداخلية ومروراً بعلب الألبان. وفي هذا السياق، حكم على الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني بدفع غرامة تصل إلى 2,1 مليون يورو بسبب اخفائه الأرباح التي يحصل عليها من حقوق الصورة عبر شبكة من الشركات الوهمية، غالباً ما تتخذ مقرات لها في الدول التي تعرف بأنها «جنات ضريبية». وبتأكيد هذه الإدانة مجدداً نهاية أيار (مايو)، رفضت المحكمة العليا الإسبانية إدعاء ميسي بأنه يجهل طريقة إدارة ثروته، ليس هذا فقط وإنما أعربت عن الدهشة لأن مستشاريه الضريبيين لم يلاحقوا. وفي حالة الكولومبي راداميل فالكاو مهاجم موناكو بطل فرنسا المتهم بإخفاء مبلغ 5,6 ملايين يورو من حقوق الصورة عن مصلحة الضرائب في إسبانيا عندما كان لاعباً مع اتلتيكو مدريد في 2012 و2013، وجهت التهمة إلى وكيل أعماله البرتغالي جورجي منديش وسيمثل أمام قاضي التحقيق في 27 حزيران (يونيو) الحالي. ومنديش، الشخصية الأكثر تأثيراً في عالم كرة القدم، هو أيضاً وكيل أعمال مواطنه كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد بطل أوروبا، والذي يواجه بدوره خطر الملاحقة في إسبانيا بعد أن اتهمته النيابة العامة الثلثاء بإخفاء 14 مليون يورو عن مصلحة الضرائب. واعتبر رئيس نقابة عمال الضرائب كارلوس كروزادو أنه في حالة نجم ريال مدريد، «إذا تم اتهامه في النهاية، سيتساءل القاضي إلى أي حد هم مذنبون، المستشارون ووكلاء أعمال اللاعبين». ونادراً ما يكون الرياضيون كغيرهم من المساهمين في دفع الضرائب، خبراء في القانون الضريبي ويعتمدون على وسطاء من أجل مساعدتهم في هذا الأمر. وقال المفتش المالي الإسباني المتخصص بالجنات الضريبية خوسيه ماري بيلايز: «عندما نتحدث عن هذا النوع من النصائح، فالأمر لا يعني إطلاقاً المستشار الذي يساعدك في ملء بيان العائدات، وإنما بمكاتب متخصصة في تركيب هيكليات مبهمة والكثير منها هي عبارة عن مصارف دولية». وأوضح أن هذه المكاتب تستطيع «أن تمنحك المعلومات بحسب الطلب. وبدونها، يصبح من الصعب الولوج إلى جنة ضريبية. فبمجرد اتصال هاتفي ومبلغ 500 أو 800 يورو، يهيء لك مكتب من هذا القبيل شركة وهمية أو اثنتين مع حساب في أحد مصارف سويسرا أو أي جنة ضريبية أخرى، وهذا لا يستغرق سوى يومين أو ثلاثة، وعملياً لا يكلف شيئاً». ويذكِر بيلايز أن مصارف أنشأت العديد من أصل 175 ألف شركة خارجية مسجلة بين 1959 و2016 في الباهاماس، إحدى الجنات الضريبية، وتم الكشف عنها العام الماضي من الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين.