أسفت روسيا لإلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة تطبيع العلاقات مع كوبا، معتبرة أن النهج «المتغطرس» لإدارته في هذا الصدد يستحضر «البلاغة الخطابية للحرب الباردة». وكان ترامب أمر الجمعة بتشديد القيود على الأميركيين المسافرين إلى كوبا، وعلى تعاملات الشركات الأميركية مع الجيش الكوبي الذي يملك مؤسسات كبرى في العاصمة، معلناً أنه سيلغي اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع هافانا أبرمه سلفه باراك أوباما، باعتباره «اتفاقاً سيئاً ومضللاً». وأعربت الخارجية الروسية عن «أسفها إزاء قرار» الرئيس الأميركي «إلغاء سياسة تطبيع العلاقات مع كوبا وفرض قيود جديدة عليها». وأضافت: «لا يشك أحد من أن لا آفاق للتعامل المتغطرس مع كوبا، وتدل على ذلك تطورات الأحداث في نصف القرن الأخير». واعتبرت أن «النهج الجديد للإدارة الأميركية تجاه كوبا هو العودة إلى البلاغة الخطابية للحرب الباردة»، وزادت: «نعارض قيوداً وحصارات وعقوبات وخطوطاً فاصلة، وندعو إلى حوار وتعاون وإقامة جسور وتعامل من دون إملاء ومحاولات التدخل من الخارج في شؤون دول سيادية». وأثار قرار ترامب خيبة لدى سياح أميركيين، يرغب بعضهم في زيارة حانة «سلوبي جو» التي حازت شهرة واسعة في عصر حظر المشروبات الروحية في الولاياتالمتحدة خلال عشرينات القرن العشرين، وتردّد عليها عمالقة السينما، مثل جون وين وسبنسر تريسي وكلارك غيبل، كما خلّدها فيلم «آور مان إن هافانا» (رجلنا في هافانا) عام 1959. وعلى رغم وجود عدد متزايد من الأماكن السياحية المملوكة للقطاع الخاص في هافانا القديمة، والتي تُعتبر من جواهر الفنون المعمارية من العصر الاستعماري في الكاريبي، فإن كل الفنادق والمطاعم التابعة للدولة مملوكة للجيش. وقال مات فلين (30 سنة)، وهو محاسب من نيو أورليانز: «جزء من جمال الوجود في المدينة هو الجانب التاريخي». وأضاف أنه يشعر بخيبة بسبب قرار ترامب، مستدركاً أنه يتفهم مبدأه. وارتفع عدد السياح الأميركيين ثلاث مرات بعد تطبيع العلاقات عام 2014، إذ شجعهم قرار أوباما تخفيف حظر السفر. وزار كثيرون منهم كوبا، تحت فئة «التواصل بين الشعبين» التي ألغاها ترامب. ولم تتضح بعد كيفية تنفيذ الحظر على التعاملات مع الشركات المرتبطة بالجيش، والتي تنشط في كل قطاعات الاقتصاد. وهذا يعني أن شراء زجاجة ماء قد يشكّل دعماً للجيش. لكن بعضهم قد يعمد الى «التسلل» إلى الجزيرة، عبر كانكون في المكسيك، وعدم ختم جواز السفر في كوبا. على صعيد آخر، أكد جاي سيكولو، محامي ترامب، أن موكله لا يخضع لتحقيق في شأن ملف روسيا. وكان الرئيس تطرّق الأسبوع الماضي إلى عزله مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي، إذ كتب على موقع «تويتر»: «يُحقَق معي في طرد مدير أف بي آي، من الشخص الذي قال لي أن أطرده. قضية زائفة!». وفسّر مراقبون الهجوم بأنه يطاول رود روزنستاين، نائب وزير العدل الذي عيّن روبرت مولر محققاً خاصاً في الملف. لكن سيكولو قال إن «الرئيس لا يخضع لتحقيق» من مولر. ووضع ما كتبه ترامب على «تويتر» في إطار ردّ على معلومات أوردتها صحيفة «واشنطن بوست» عن التحقيق. في غضون ذلك، قال أبرز جراحي ستيف سكاليز، ثالث أبرز الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، إن وضعه يتحسن بعد أيام على إطلاق رجل يساري النار على نواب يلعبون البيسبول. وأشار الدكتور جاك سافا إلى أن وضع سكاليز تحسّن إلى «خطر» من «حرج»، مضيفاً انه «أبدى استجابة أكبر ويتحدث مع أحبائه». وعانى سكاليز (51 سنة) من إصابات في الأعضاء الداخلية وكسور في العظام ونزيف حاد. إلى ذلك، عطّل شخصان عرضاً مسرحياً للروائي الإنكليزي وليام شكسبير في نيويورك، احتجاجاً على أن البطل الذي يؤدي دور يوليوس قيصر يُشبه ترامب.