أكد وزير الخارجية عادل الجبير، أن قطع الدول علاقاتها بقطر جاء «بعد فشل جميع المساعي مع الدوحة وعدم التزامها بعد مطالبات متكررة كان آخرها في 2013 و2014 بوقف دعم التطرف والإرهاب والتدخل وتأجيج الصراعات في الدول الأخرى». وأضاف: «أنه تم اتخاذ القرارات الأخيرة لإرسال رسالة للدوحة مفادها لقد طفح الكيل»، وأكد أن المملكة تعتبر قطر «حليفاً في دول مجلس التعاون الخليجي، ولا نسعى لإلحاق الضرر بالمواطنين القطريين، ولكن لا بد من تصحيح الوضع الراهن، إذ لا يمكن أن تستمر الدوحة في سياستها الحالية، ويجب عليها وقف تمويل الإرهاب». وأشار إلى تقديم شكوى للقطريين «تحوي جميع النقاط التي سببت الأزمة، آملاً بأن تعالج الدوحة تلك التخوفات وتحكم صوت العقل من أجل حلحلة القضية». وقال إن استضافة المملكة للمؤتمر التاريخي الذي جمع عدداً من الدول الإسلامية والعربية مع الولاياتالمتحدة الأميركية تهدف إلى «تغيير لغة الحوار بين الدول العربية والإسلامية ونظيرتها في الغرب». وقال الجبير في مؤتمر صحافي في مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين بلندن أول من أمس، إن المملكة دشنت أخيراً المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي «دخل نطاق العمل الآن، ويستطيع المركز أن يلتقط الرسائل من الإنترنت في فترة لا تتعدى ست ثوان ومن ثم يتعامل معها فوراً بحسب نوعها كما نسعى الآن إلى توسعة قدرات المركز». وأضاف: «وقعت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الولاياتالمتحدة مذكرة تفاهم بخصوص محاربة تمويل الإرهاب في خطوة تعدّ ذات أهمية كبيرة في مساعي تجفيف كل مصادر تمويل المنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة»، مشيراً إلى أننا «نهدف عند الانتهاء من تجهيز آليات تفعيل الاتفاق إلى توسيع رقعة الدول المشاركة فيها لتحقيق الأهداف المرجوة على أكمل وجه». وأكد «استمرار عمليات قوات التحالف العربي العسكرية ضد الميليشيات الانقلابية»، معرباً عن قلق المملكة البالغ تجاه الأوضاع الإنسانية هناك. وأشار إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين خصصت 800 مليون دولار أميركي لمواجهة تلك الأزمة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يقوم بتوزيع الإعانات من خلال 81 منظمة إنسانية. وأعرب عن قلق المملكة للحصار الذي تفرضه جماعات الحوثي على بعض المناطق ما تسبب في حدوث مجاعات عدة وعطل وصول المساعدات الطبية والغذائية، مشيراً إلى أن قوات التحالف تعمل على فك الحصار والوصول إلى المحتاجين في أسرع وقت ممكن. ولفت إلى أن المملكة استضافت مؤتمراً لإعادة الإعمار في اليمن بالتعاون مع البنك الدولي، وأنها خصصت لهذه الجهود أكثر من عشرة بلايين دولار، وفي الشأن السوري، جدد وزير الخارجية التأكيد على أن إنهاء الأزمة يتم عبر الحل السياسي وفق إعلان جنيف الأول وقرار مجلس الأمس 2254، مضيفاً أن المملكة تعمل وفق المجموعة الدولية لدعم سورية تمهيداً للانتقال السياسي. وأكد التزام المملكة بمحاربة ودحر تنظيم داعش الإرهابي في سورية وفي كل أنحاء العالم، لافتاً إلى أن المملكة كانت في طليعة الدول المشاركة في التحالف ضد داعش في العرق سورية، مطالباً باستمرار الجهود الدولية الكبيرة والقوية ضد تنظيم داعش الإرهابي لضمان دحره. ولفت إلى دعم المملكة للخطوات التي تتخذها الحكومة العراقية من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مرحباً بالزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي غداً إلى المملكة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وتطرق وزير الخارجية إلى استمرار النظام الإيراني في إشعال فتيل العنف من خلال التدخل في شؤون دول المنطقة ودعم المجموعات الإرهابية في سورية واليمن والبحرين واستخدام الحرس الثوري في سورية والعراق في مخالفة واضحة للقوانين والأعراف الدولية. وأوضح أن على إيران التصرف مثل الدول الملتزمة إذا ما رغبت في العودة إلى الأسرة الدولية ووقف التصرفات العدوانية من دعم للميليشيات وتفجير للسفارات وتدخل في شؤون الآخرين، معبراً عن عدم تفاؤله بأن يغير نظام طهران النهج الذي ظل يستخدمه طوال السنوات الماضية. وفي الشأن الليبي، أوضح الوزير أن المملكة تنسق مع شركائها الدوليين من أجل إعادة استقرار البلاد وعدم السماح بانتشار الإرهاب في ليبيا وفي أفريقيا.