سيول، سنغافورة - رويترز، أ ف ب، يو بي اي - نقلت صحيفة «دونغ - إي إيلبو» الكورية الجنوبية أمس، عن مصدر في واشنطن قوله إن «صوراً التقتطها اقمار تجسس اميركية أظهرت استعداد كوريا الشمالية لنقل صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات من مصنع سانيوم للأسلحة شمال العاصمة بيونغيانغ الى موقع اطلاق على الساحل الشرقي». وأوضحت الصحيفة ان كوريا الشمالية استخدمت المصنع ذاته في انتاج صاروخها الطويل المدى الذي اطلقته من منصة موسودان - ري في نيسان (ابريل) الماضي، وزعمت انه قمر اصطناعي، في حين صرح مصدر استخباراتي في سيول بأن «انشاء منصة إطلاق يستغرق شهرين عادة، لكن بيونغيانغ تستطيع تجهيز العملية خلال أسبوعين، ما يعني احتمال اطلاق الصاروخ البعيد المدى في منتصف حزيران (يونيو) المقبل». وحذرت كوريا الشمالية اخيراً من احتمال اختبار صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات لإظهار غضبها من العقوبات التي يفرضها مجلس الامن عليها، علماً انها نفذت تجربة نووية الاثنين الماضي، وأطلقت ستة صواريخ قصيرة المدى آخرها اول من امس. وفيما وزعت الولاياتالمتحدةواليابان مشروع قرار لمجلس الامن على الاعضاء الدائمين، لإدانه الاختبار النووي المزعوم، والمطالبة بتطبيق صارم للعقوبات التي فرضت على كوريا الشمالية بعد اجرائها تجربتها النووية الاولى في تشرين الاول (اكتوبر) 2006، حذر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، على هامش مؤتمر الامن الاقليمي في سنغافورة، من ان استفزازات الدولة الشيوعية «لن تمر من دون رد». وقال: «لن نقف مكتوفي الايدي في وقت تعزز كوريا الشمالية قدرتها على تدمير أي هدف في المنطقة او تدميرنا. لن نقبل بكوريا الشمالية دولة نووية». وشدد غيتس على ضرورة فرض عقوبات «مؤلمة» على بيونغيانغ التي رأى ان نهجها «يهدد باحتمال حدوث نوع من سباق التسلح في المنطقة». ودعا اللواء ما شياوتيان، نائب رئيس هيئة اركان الجيش الصيني، كوريا الشمالية الى التحرك لنزع السلاح النووي، مطالباً الاطراف الاقليمية بالتزام الهدوء بعد التجربة النووية لبيونغيانغ، وأن تتخذ اجراءات لمعالجة المشكلة. وشهد الاجتماع ذاته اعلان وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي سانغ هي ان بلاده ستعمل على معالجة العلاقات مع كوريا الشمالية سلمياً، لكنه حض الاممالمتحدة على القيام باتخاذ اجراءات فاعلة ضد «التصرفات الخاطئة» لكوريا الشمالية، بعد تنفيذ تجربتها النووية الاخيرة. ورفعت كوريا الجنوبية حال التأهب لقواتها، تحسباً لتحركات جديدة لكوريا الشمالية، بعد رصد مغادرة زوارق صيد صينية منطقة الحدود البحرية المتنازع عليها التي تقسم شبه الجزيرة الكورية. وكشف ديبلوماسيون غربيون ان روسيا والصين، العضوين الدائمين في مجلس الامن وافقا، من حيث المبدأ، على ضرورة معاقبة كوريا الشمالية بسبب اختبارها النووي، «لكن ليس واضحاً نوعية العقوبات التي ستؤيدان تطبيقها». ويزور وفد اميركي رفيع يضم ممثلين لوزارات الخارجية والدفاع والخزانة والبيت الابيض، ويرأسه المسؤول الثاني في الخارجية الاميركية جيمس شتاينبرغ، آسيا الاسبوع المقبل لمناقشة التدابير التي يجب اتخاذها بعد التجربة النووية لكوريا الشمالية. وفي موسكو، اعلن الكرملين ان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اتفق مع رئيس الوزراء الياباني تارو آسو على ضرورة «التحرك بجدية»، رداً على التجارب النووية الكورية الشمالية التي اعتبراها «تحدياً» للأمن الدولي. كما اتفقا على «تنسيق» جهودهما بغية التحضير لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن. في غضون ذلك، وصلت أول طائرة من 12 طائرة أميركية مقاتلة من طراز «أف – 22» الى قاعدة كادينا الجوية في جزيرة اوكيناوا جنوباليابان. وأعلن سلاح الجو الأميركي في بيان ان «وصول الطائرة الأكثر حداثة يسلط الضوء على التزام الولاياتالمتحدة تجاه اليابان باعتبارها شريكاً إقليمياً أساسياً، ويشير الى عزم الولاياتالمتحدة على ضمان الأمن والاستقرار في أنحاء منطقة المحيط الهادئ». وانطلقت الطائرة التي تعرف أيضاً باسم «رابتور» من قاعدتها في لانغلي بولاية فرجينيا، وسينشر أسطولها في المنطقة خلال أربعة شهور. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ رئيس الوزراء الياباني تارو آسو في اتصال هاتفي أجراه معه هذا الأسبوع التزام واشنطن الدفاع عن حليفتها الآسيوية.