بدأ ليل السبت - الأحد فرز أصوات الناخبين في الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان بعد ساعات من قفل صناديق الاقتراع. ويتوقع أن تتجاوز نسبة التصويت 90 في المئة، فيما بات مرجحاً انفصال الجنوب بغالبية أصوات المقترعين. ورأى مراقبون أن العملية التزمت المعايير الدولية في التنظيم والشفافية وحرية الناخبين في الاختيار، ما يمنح نتيجة الاستفتاء الشرعية القانونية والدولية. وأوضحت مفوضية استفتاء جنوب السودان في بيان أمس أن عمليات فرز الأصوات ستستمر حتى يوم غد، يبدأ بعدها مباشرة إعلان النتائج الجزئية بواسطة المراكز عقب الانتهاء من عملية الفرز في كل مركز. وأضافت أن إعلان نتائج الاقتراع في المقاطعات في الولاياتالجنوبية ومراكز اللجان شمال البلاد سيكون الخميس المقبل و«تعلن النتيجة النهائية بعد انتهاء مرحلة الطعون في 14 من شباط (فبراير) المقبل». وأشارت إلى أن نسبة الاقتراع في الولاياتالجنوبية تراوحت بحسب آخر التقارير الواردة إليها، ما بين 73 إلى 88 في المئة. ويبلغ عدد الجنوبيين المسجلين في قوائم الناخبين نحو 9.3 مليون، ويصبح الاستفتاء قانونياً في حال إدلاء 60 في المئة منهم بأصواتهم، ويرجح على نطاق واسع أن يكون الانفصال هو الخيار الفائز. وأكد تحالف «مراقبون بلا حدود» أن إجراءات سير الاستفتاء خلال 7 أيام من عملية التصويت التزمت المعايير الدولية في التنظيم والشفافية وحرية الناخبين في الاختيار بنسبة كبيرة من خلال إجراءات نزيهة، ما يمنح نتيجة الاستفتاء الشرعية القانونية والدولية داخل السودان وخارجه. ورصد ائتلاف «مراقبون بلا حدود» في تقرير امس وزع في الخرطوم وجوبا عاصمة الجنوب، ارتفاع نسب التصويت في الجنوب إلى ما يتراوح بين 90 في المئة إلى 91 في المئة في غالبية مراكز التصويت، وإتمام التصويت بنسبة 100 في المئة بنحو 23 في المئة من المراكز، بينما بلغت نسبة التصويت في الشمال ما بين 43 في المئة إلى 44 في المئة من الناخبين، وفي دول المهجر ما يتراوح بين 81 في المئة إلى 82 في المئة. وأشارت إلى وجود مؤشرات قوية إلى احتمالات تجاوز نسبة التصويت العام 3 ملايين ناخب من جملة الناخبين المقيدين، ما يشير إلى رغبة أبناء الجنوب في المشاركة في التصويت واختيار الانفصال بدلاً من الوحدة مع الشمال وبداية السودان لمرحلة جديدة من تاريخها. وشهد اليوم الأخير للتصويت إقبالاً ضعيفاً جداً في الصباح من الناخبين، وضعيفاً باقي فترات اليوم الانتخابي. وقال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي يقود بعثة لمراقبة الاستفتاء أمس أن نسبة الإقبال وصلت إلى نحو 90 في المئة، وإن معظم الناخبين بدا أنه يفضل الانفصال عن الشمال، مشيراً إلى أن عدداً قليلاً من مراكز التصويت أبلغ أن نسبة الإقبال بلغت 100 في المئة، وأنه يعد النتائج. وأضاف: «نعلم فعلاً أن هناك نسبة مشاركة بلغت في المتوسط 90 في المئة في الجنوب في المراكز التي راقبناها، وأعتقد أنها تعتبر تمثيلاً». وذكر كارتر انه دخل مراكز قليلة ووجد فيها فرز الأصوات جارياً، مبيناً أن الأصوات «كانت بالإجماع تسير عملياً لمصلحة الانفصال، وذهب عدد قليل فقط من الأصوات إلى الخيار الآخر». وتابع: «يرجح كثيراً أن تكون نتيجة هذا الاستفتاء هي لمصلحة الانفصال»، لكنه قال انه يجب ألا يصدر أحد حكماً مسبقاً على النتائج. وقلّل كارتر من أهمية تهديدات بخروج احتجاجات حاشدة في الشمال بعد الاستفتاء، وقال: «أتمنى أن تجري أحزاب المعارضة في الشمال مشاورات مع حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، وأن تعد لتعديلات في الدستور». وجدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم استعداده لقبول انفصال الجنوب إذا صوّت الناخبون لمصلحة ذلك، وقال المسؤول السياسي في الحزب إبراهيم غندور: «نحن في الحزب الحاكم سنقبل بنتيجة الاستفتاء، ونتطلع إلى علاقات أخوية مع الدولة الوليدة في الجنوب». وأشاد بسير عملية الاستفتاء، ورأى أن التصويت جرى بطريقة سلسلة ومقبولة»، مشيراً إلى أنه من السهل الاستنتاج بأن الجنوب ذاهب نحو الانفصال. وأفاد أن الرئيس البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت اتفقا على الالتقاء في الخرطوم في الأيام المقبلة لمناقشة ترتيبات مرحلة ما بعد الاستفتاء.