بعد يوم من تحذير وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس من أن بلاده «ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتها» في سورية، قال فصيل سوري معارض ينشط مع قوات «التحالف الدولي» قرب معبر التنف على المثلث الحدودي بين سورية والعراقوالأردن إن التحالف زوّد «قاعدة التنف» العسكرية بنظام مدفعية متطور مخصص للأهداف البعيدة المدى، وعزز عدد أفراده وسلّم فصائل المعارضة مزيداً من الأسلحة. تزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع العراقية أن وفداً عسكرياً سورياً عالي المستوى عقد محادثات في بغداد مع نظرائه العراقيين تناولت «أمن الحدود» (للمزيد). وأفاد معارضون سوريون في المنطقة الصحراوية جنوب شرقي سورية بأن القوات الأميركية عززت عدد أفرادها في المنطقة، ما يزيد من أخطار المواجهة البرية المباشرة بين الأميركيين وقوات موالية للحكومة السورية تدعمها إيران. وقال مدير المكتب الإعلامي ل «جيش مغاوير الثورة» البراء فارس، إن «التحالف» زوّد «قاعدة التنف» بنظام المدفعية المتطور، وإن المنظومة وصلت إلى التنف، إلا أنها لم تدخل الخدمة بعد. في موازاة ذلك، قالت مصادر في «الجيش السوري الحر» إن «نظام المدفعية الصاروخية الذي وصل حديثاً بعيد المدى من نوع «هيمراس» (HIMARS)، نقله الجيش الأميركي من قواعد عسكرية في الأردن». وأشارت إلى أن «النظام قادر على إطلاق صواريخ على مدى 300 كيلومتر». وأنشئت «قاعدة التنف» العام الماضي، وتديرها قوات أميركية وبريطانية ونروجية وتدرب فصائل من «الجيش الحر» أبرزها فصيل «جيش مغاوير الثورة». وكانت القوات النظامية مدعومة بحلفائها وصلت منذ أيام إلى الحدود السورية- العراقية شمال شرقي التنف. كما زار قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني المنطقة مع عناصر من ميليشيات «فاطميون» تمهيداً لفتح طريق دمشق- طهران. وقال الناطق باسم «التحالف الدولي» رايان ديلون قبل أيام، إن «التحالف» عزز وجوده في التنف رداً على تعزيزات القوات النظامية وحلفائها في المنطقة. وقال «أبو الأثير» الناطق العسكري باسم «مغاوير الثورة» ل «رويترز»، إن القوات الأميركية انتشرت من موقعها في التنف لتقيم قاعدة جديدة في الزكف على مسافة تتراوح بين 60 و70 كيلومتراً باتجاه الشمال الشرقي. لكن ديلون نفى إقامة قاعدة جديدة، قائلاً إن قوات التحالف في بعض الأحيان تقوم بدوريات وتدريبات في مواقع خارج التنف يمكن الإبقاء عليها لأيام أو أسابيع. وأفاد: «لدينا ثكنة في التنف وهي قاعدة موقتة وموقع نقوم فيه بتدريب القوات المشاركة في القتال لهزيمة داعش وهذه هي القاعدة الوحيدة في جنوب سورية أو في مكان تنتشر فيه قوات التحالف». وأوضح «أبو الأثير» أن القوات الخاصة الأميركية تقوم بدوريات حالياً على مسافات تصل إلى مئة كيلومتر من التنف، موضحاً أن المزيد من القوات الخاصة الأميركية تصل إلى القاعدة الأصلية في التنف والقاعدة الجديدة في الزكف وتم تسليم المعارضين المزيد من الأسلحة. وأضاف ل «رويترز»: «كانت تحت الدراسة وبنيت قاعدة رسمية حالياً ويتم توسعتها وإن شاء الله ستكون في الأيام المقبلة مثل قاعدة التنف». وقال مزاحم سلوم، وهو مسؤول معارض مقرب من فصيل «مغاوير الثورة»، إن موقع الزكف سيكون لدعم التنف ومن المتوقع أن يكون «خط الدفاع الأول» ضد أي هجوم من القوات الموالية للحكومة والمدعومة من إيران. ميدانياً، ذكر محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة أن ضربات التحالف الدولي الجوية «المفرطة» على مدينة الرقة أدت إلى «خسائر ضخمة في أرواح المدنيين». ووثقوا مقتل 300 مدني في المدينة التي تشهد معارك بين «قوات سورية الديموقراطية» و «داعش». وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق في شأن سورية التابعة للأمم المتحدة للصحافيين: «الضربات الجوية للتحالف اشتدت على أنحاء المدينة. ومع تسارع وتيرة العملية بشدة تتقطع السبل بالمدنيين». وقالت كارين أبو زيد وهي مفوضة في اللجنة المستقلة: «وثقنا الوفيات الناجمة عن ضربات التحالف الجوية فقط ولدينا نحو 300 حالة وفاة». من ناحيتها عبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن قلقها من استخدام «التحالف» أسلحة الفوسفور الأبيض الحارقة في العراق وسورية، قائلة إنها تعرض المدنيين للخطر عندما تستخدم في المناطق المأهولة.