دعا الرئيس دونالد ترامب الرأي العام أمس، إلى «وحدة الصف» والتكاتف بعد إطلاق نار في فيرجينيا، استهدف نواباً جمهوريين أصيب أحدهم كما أصيب عدد من المساعدين وعنصرين من الشرطة. وقتل المهاجم وهو رجل أبيض في متوسط العمر في تبادل لإطلاق النار خلال الحادث، وتبيّن أنه مناصر للمرشح الديموقراطي السابق للرئاسة الأميركية بيرني ساندرز. وأفاقت الولاياتالمتحدة على عملية إطلاق النار في منطقة ألكسندريا حيث كان النواب يمارسون هواية البايسبول. وأصيب العضو البارز في الكونغرس ستيف سكاليز وهو ثالث الأعضاء الجمهوريين نفوذاً في مجلس النواب. وحضرت الشرطة إلى مكان الحادث خلال ثلاث دقائق من وقوعه، وطوقت المنطقة. وسارع البيت الأبيض إلى إصدار بيان أولي من ترامب يدعو فيه إلى التهدئة، لحقته كلمة للرئيس دعا فيها إلى وحدة الصف، مؤكداً أن الفاعل ويدعى جايمس هودجكينسون قضى في المستشفى متأثراً بجروح أصيب بها. وأعلن معاونون للنائب المصاب سكاليز أنه يتعافى من الإصابة بفخذه. وفتحت الشرطة تحقيقاً لمعرفة دوافع الجريمة، وأفادت تقارير بأن هودجكينسون سأل عاملين في الملعب قبل إطلاق النار، عن هوية الذين يتدربون وميولهم السياسية. وأعلنت السلطات لاحقاً أن الفاعل من مواليد ولاية إلينوي وهو من مؤيدي السناتور اليساري بيرني ساندرز وكان يقتني سلاحاً أوتوماتيكياً أطلق منه الرصاص في شكل عشوائي. وأصدر ساندرز بياناً أكد فيه أن الفاعل كان متطوعاً في حملته، كما دان السناتور الهجوم بشدة. وأتى الحادث في وقت يواجه ترامب متاعب سياسية متزايدة، إذ تراجعت شعبيته إلى 36 في المئة وفق استطلاع ل «غالوب»، ووصلت نسبة المعارضة لأدائه إلى 60 في المئة، وهو رقم قياسي منذ وصوله إلى الحكم. كما رفع قرابة 200 عضو ديموقراطي في الكونغرس دعوى قضائية ضد ترامب أمس، بدعوى انتهاكه الدستور بقبول أموال أجنبية من خلال شركاته التجارية. وقال جون كونيرز، وهو نائب ديموقراطي من ولاية ميشيغان، إن هذا هو أكبر عدد من المدعين في أي دعوى قضائية يرفعها الكونغرس ضد رئيس في تاريخ الدولة. وتقول الشكوى إن شرط الامتيازات كان يهدف لضمان أن «قادة الشعب الأميركي لن يتأثروا بأي نفوذ أجنبي أو يضعون مصالحهم المالية فوق المصلحة الوطنية». في الوقت ذاته، حاول البيت الأبيض تهدئة عاصفة أخرى حول احتمال طرد ترامب لروبرت مولر المحقق الخاص بارتباطات حملة الرئيس بروسيا، وأشار فريق الرئيس إلى أن «لا نية لديه للقيام بهذا الأمر الآن». إلا أن صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مقربين من ترامب أن وضعه النفسي «هش» ومن الصعب التكهن بتصرفاته، وأنه عدل عن طرد مولر الآن بعد تحذير من مستشاريه بأن الخطوة «كارثية». ويسعى مولر وهو مدير سابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) إلى توسيع نطاق تحقيقه والحصول على تمويل لذلك. وزاد حجم فريقه هذا الأسبوع، ما قد يعني المزيد من الهموم لترامب ومستشاريه السابقين.