امتلأت شاشات القنوات الفضائية مع بداية شهر رمضان بكثير من الإعلانات التي صممت لمصلحة منتجعات سياحية وهواتف نقالة وأجهزة كهربائية ومؤسسات خيرية وغيرها. واعتمدت هذه الإعلانات على عدد من الفنانين والفنانات من نجوم الصف الأول، الذين عوّضوا غيابهم عن الدراما التلفزيونية هذا العام عبر المشاركة في الإعلانات، التي ضاعفت من حنق الجمهور بعدما تسربت أخبار شبه مؤكدة عن الأجور التي تقاضاها المعلنون. ورأوا أن الشركات المعلنة سترفع الأجور حتماً لتعويض ما تكبدته من أجور في مقابل عرضها على الفضائيات. وأثارت تلك الأجور حفيظة ممثلين آخرين بذلوا جهوداً مضنية في تصوير مسلسلات استغرقت شهوراً طويلة، مقابل قيام زملائهم بتقاضي أجور أكثر منهم عن تصوير إعلان خلال يوم أو اثنين. تعدّ ليلى علوي في طليعة الفنانين الأعلى أجراً عن إعلان صورته لمصلحة أحد الأجهزة الكهربية، ويتردد أنها تقاضت أربعة ملايين ونصف المليون جنيه، وعوضت ليلى بهذا الإعلان غيابها الدرامي عن المسلسلات هذا العام، وتلاها الفنان الكوميدي محمد هنيدي الذي تقاضى أربعة ملايين جنيه مقابل إعلان لإحدى شركات الهاتف النقال، وجاء الإعلان مبهراً في فكرته الدرامية وفي تصويره، علماً أنه شارك في إعلان آخر عن مؤسسة خيرية تقوم بحملة لإفطار خمسة ملايين صائم، ولكن من دون تقاضي أي أجر. ويتردد أن شيرين عبدالوهاب تقاضت ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه، وتامر حسني ثلاثة ملايين وعمرو يوسف تقاضى مليونين ونصف المليون، وزوجته كندة علوش مليوناً ونصف المليون مقابل الاشتراك في حملة دعائية لمصلحة شركة هاتف نقال، شاركهما فيها عدد من لاعبي كرة القدم، ومنهم نجم نادي ستوك سيتي الانكليزي الحالي والأهلي السابق رمضان صبحي، وعمرو جمال وسعد سمير ووليد سليمان وصبري رحيل وحسام عاشور، إضافة إلى المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم الأرجنتيني هيكتور كوبر. وقامت الشركة بتصوير مشاهد الإعلان في القاهرة الفاطمية وتحديداً في شارع المعز، وكانت الشركة ذاتها استعانت في رمضان الماضي بعدد من الفنانين من اجل حملة دعائية لها بينهم أحمد السقا وليلى علوي ومنة شلبي وحكيم وشريف منير وشيرين عبدالوهاب ودرة وإسعاد يونس وأشرف عبدالباقي وسمير غانم ومحمود العسيلي. واستعانت شركة هواتف نقالة ثالثة بمحمد حماقي وأصالة بغية تقديم أغنية مشتركة تمثل إعلاناً للشركة وعروضها، وجدّد أحمد عز وماجد الكدواني إعلانهما عن أحد التجمعات السكنية الفارهة. واستغل أصحاب تجمع مماثل قصة الحب والزواج بين عمرو يوسف وكندة علوش، لتقديم إعلان عن وحداته السكنية في شكل تشويقي يحوي إسقاطاً على كيفية بداية قصة الحب بينهما، وتنفيذ فكرة التجمع. ويعلن حكيم عن أحد المنتجعات السياحية، وتتشارك منى عبدالغني مع هشام عباس وحميد الشاعري في الإعلان عن منتج سياحي آخر، ويتردد أن عبدالغني حصلت على مليون جنيه مقابل الإعلان، وتقاضى عباس مليوناً ونصف المليون، والشاعري نصف مليون. وقدم المطرب الشعبي حكيم إعلاناً منفرداً عن منتجع سياحي ثالث، فيما يقوم عدد من الفنانين بتقديم إعلانات لعدد من الجمعيات الخيرية، ومنهم مصطفى قمر الذي يقدم إعلاناً لمصلحة جمعية «رسالة» التي تتولى جمع ملابس من أشخاص ما عادوا يحتاجون اليها بغية تقديمها إلى من هم أكثر منهم حاجة اليها. وظهر محمد رمضان وظافر العابدين ومنى زكي وغادة عادل وآخرون في إعلان لمصلحة مستشفى الأورام «500 500»، من أجل حض الجمهور على التبرع للمستشفى. وقدم عمرو سعد للمرة الأولى في مشواره إعلاناً لمصلحة جمعية خيرية تتولى إجراء جراحات عيون وإزالة مياه بيضاء وزرقاء للفقراء. واستكمل إدوارد بدلاً من هاني رمزي، تقديم حملة إعلانية عن ملابس داخلية قطنية، كما واصل حسن الرداد وأحمد فتحي تقديم إعلانهما المشترك عن أحد أنواع الجبن، واستمرت عبلة كامل في تقديم إعلانها عن أحد أنواع مساحيق غسيل الملابس، وشارك سامي مغاوري في تقديم إعلان بصوته عن إحدى شركات الحديد. وفي مقابل هذه الإعلانات، شارك عدد من الفنانين في إعلانات تبنتها الحكومة المصرية، ومنهم إسعاد يونس والإعلامي إبراهيم عيسى اللذان تشاركا مع بعض الفنانين والوجوه الشهيرة في الإعلان عن حملات مكافحة الفساد التي تتبناها هيئة الرقابة الإدارية، وقدم عمرو عبدالجليل حملة حول تحديث بيانات البطاقات التموينية. وفي موازاة ذلك، أثار إعلان دلال عبدالعزيز عن بيت الزكاة التابع للأزهر الشريف جدلاً واسعاً أدى إلى إصدار قرار بعدم إذاعته، وهو ما دفع عبدالعزيز إلى القول انها وافقت على الإعلان لكونه يخدم الفقراء، ويسهم في عمل الخير، من مؤسسة لها احترامها مثل «بيت الزكاة»، التي تسعى إلى توصيل كهرباء ومياه لبعض البيوت، وتساعد حالات إنسانية، وأن الإعلان كان له مدلول إيجابي. وأكدت أنها ترفض الإعلانات، لأنها لا تبحث عن المادة، ودللت على كلامها بأنها لم تتقاض أجراً عنه، وناشدت وسائل الإعلام عدم تشويه سمعة الفنان الذي يسعى إلى فعل الخير.