بادر عدد من نجوم الدراما في مصر إلى خفض أجورهم مقابل الأعمال التي يجسدون بطولتها منهم لدفع عجلة الإنتاج الدرامي، خصوصاً بعد تعطل تصوير عدد من المسلسلات لعدم وجود سيولة مادية لدى شركات الإنتاج. ويأتي النجم هاني رمزي في مقدمة هؤلاء، إذ وافق على خفض جزء كبير من قيمة عقده في مسلسل «عريس ديلفيري» بعد أكثر من ثلاث جلسات مع مسؤولي مدينة الإنتاج الإعلامي، علماً أنه لم يتقاض حتى الآن سوى دفعة التعاقد فقط . والأمر ذاته بالنسبة إلى الفنان عادل إمام الذي خفض 10 ملايين جنيه من أجره عن مسلسل «فرقة ناجي عطالله»، إذ كان من المفترض أن يتقاضى 25 مليون جنيه، لكنه وافق على أن يحصل على 15 مليوناً فقط. كما خفضت الفنانة وفاء عامر أجرها الذي تتقاضاه عن «كاريوكا» الذي تجسد فيه دور الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، رغم أن مخرج المسلسل عمر الشيخ لم يستأنف تصويره بعد. والأمر ذاته بالنسبة إلى الفنانة غادة عبدالرازق التي خفضت أجرها عن مسلسل «سمارة»، بعدما كان من المفترض أن تتقاضى نحو 12 مليون جنيه بعد نجاح مسلسلاتها التي قدمتها في العامين الماضيين، ومنها «زهرة وأزواجها الخامسة» و «قانون المراغي» و «الباطنية». أما الفنان خالد صالح فقرر خفض أجره إلى النصف لمرور السوق الإنتاجية بأزمة، ما أدى إلى حدوث كساد درامي، موضحاً أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تكاتف الجميع من منتجين أو ممثلين أو مخرجين وجميع صناع الدراما لإنقاذ الدراما المصرية، خصوصاً بعد عدم إقبال القنوات الفضائية على شراء المسلسلات، وخفض نسبة الإعلانات في القنوات الفضائية، وخوف المنتجين من الدخول في أعمال درامية. ورغم إعلانها في وقت سابق رفضها خفض أجرها فإن الفنانة إلهام شاهين عدلت موقفها وقررت الموافقة على أن تحصل على نصف أجرها فقط في مسلسلها المقبل «قضية معالي الوزيرة» الذي يواجه مشكلة كبيرة في تسويقه إلى القنوات الفضائية، ووافقت أيضا داليا البحيري على خفض أجرها في مسلسلها الجديد «بأمر الحب». كما وافقت سمية الخشاب على خفض أجرها بنسبة 25 في المئة في مسلسل «وادي الملوك»، مثلها مثل بقية فريق العمل، وذلك لكي تتمكن شركة الإنتاج من استكمال تصوير بقية المسلسل، كما خفضت أجرها أيضاً في مسلسل «كيد النسا» الذي تشاركها بطولته فيفي عبده. وتساءل الفنان خالد الصاوي حول مسألة خفض الأجر الذي يتقاضاه عن مسلسل «خاتم سليمان»: «إلى أين ستتجه تلك الأموال الموفرة؟»، مشيراً إلى أن مسألة خفض الأجر تعود في الأساس إلى العلاقة بين المنتج والمسلسل، ولا يمكن النظر إليها من دون وضع الأرباح التي يحققها المنتج من بيع المسلسل وتسويقه إلى القنوات الفضائية. واعتبر الصاوي أن من الضروري توظيف واستغلال تلك الأجور التي يتنازل عنها الفنان بمحض إرادته في ما ينفع المجتمع، وتوجيهها في المسار السليم». وأضاف: «إذا كانت الأموال التي سيوفّرها الإنتاج ستتجه إلى الشعب فأنا موافق تماماً، ولكن إذا كانت ستدر منفعة على المنتج فقط فذلك لن يفيد البلد في شيء». ويرى المنتجون أن الوضع لا يسمح لأي نجم بالمغالاة في أجره، إذ يؤكد المنتج عصام شعبان صاحب شركة «كنج توت» أن أجور الفنانين ستتغير تماماً في الفترة المقبلة، خصوصاً بعد تراجع نسبة الإعلانات التي تمول القنوات الفضائية. ويتفق معه في الرأي المنتج أحمد الجابري الذي يرى أن السوق ستفتح ذراعيها للأعمال مخفضة الكلفة، وسيبتعد المنتجون عن المسلسلات الدرامية ذات الكلفة الإنتاجية العالية. ويؤكد أن النجم الذي يطالب بأجر مبالغ فيه لن يجد من ينتج له، وسيتم الاستغناء عنه، والبحث عن وجوه جديدة، ما يساعد في تقليل النفقات، وأيضاً ضخ دماء جديدة للفن المصري.