أكدت مديرة الإدارة العامة النسائية بمجلس الغرف السعودية هيفاء الحسيني، تعاظم دور سيدات الأعمال السعوديات في تنشيط قطاع الأعمال بالمملكة، مشيرة في حديث خاص ل «الحياة» اقتحامهن مناطق استثمارية جديدة، ما أدى الى تسارع وتيرة النمو والتوسع في أعمالهن داخل وخارج المملكة. وقالت الحسيني إن الاستثمارات النسائية قد تزايدت بشكل ملحوظ بحيث أصبحت تقارب ربع الاستثمار الكلي للقطاع الخاص السعودي. جاء ذلك من خلال الحوار الآتي: بداية نود إعطاءنا أرقاماً حول نصيب سيدات الأعمال أو إسهامهن في الناتج المحلي الإجمالي، إجمالي الودائع المصرفية، إجمالي الاستثمارات الخاصة بالمملكة؟ - وصل الناتج المحلى الإجمالي بالمملكة العربية السعودية في خلال عام 2010 إلى 1.62 تريليون ريال بزيادة قدرها 16 في المئة عن العام السابق 2009. وتمتلك سيدات الأعمال السعوديات أكثر من 45 بليون ريال بنسبة 75 في المئة من مدخرات المصارف السعودية والتى تصل إلى إجمالى مبلغ 60 بليون ريال. ويبلغ حجم الاستثمارات النسائية نحو 8 بلايين ريال من حجم الاستثمارات الخاصة بالمملكة. مما يشكل نسبة استثمارات نحو 21 في المئة من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص في المملكة، فيما ارتفع إجمالي عدد السجلات التجارية المسجلة بأسماء سيدات أعمال نحو 43 ألف سجل في مختلف مناطق المملكة. ما دور سيدات الأعمال ضمن نشاط قطاع الأعمال السعودي؟ وما مدى النمو والتوسع في أعمالهن داخل وخارج المملكة؟ - تعاظم دور سيدات الأعمال في تنشيط قطاع الأعمال السعودي في الفترة الماضية واقتحمت السيدات مناطق استثمارية جديدة، وبناء على هذا تسارعت وتيرة النمو والتوسع في أعمالهن داخل وخارج المملكة. بنظرك ما طبيعة المشكلات التي تواجه سيدات الأعمال بالمملكة؟ وما الحلول المطروحة لمعالجتها؟ المعوقات كثيرة ومتعددة كعدم مرونة بعض القوانين وسنها وتطويعها لتكون مرنة أمام متطلبات المرأة السعودية، ومن جهة أخرى هناك مخرجات مناهج التعليم التي لم تتطور سريعاً لتشجع عمل المرأة وتحفزها أكثر، كما تعد البيئة غير المشجعة وغير المهيأة لكي تنطلق منها المرأة وسيدة الأعمال السعودية إلى المزيد من النجاح، لدينا أيضا بعض المعوقات الاجتماعية التي تزول شيئاً فشيئاً ولكن هنالك مفاهيم خاطئة ما زالت تحتاج إلى وقت كي تتلاشى. حقيقة نحتاج إلى وقت لتذليل بعض المعوقات ونحرك بعض البيئة الساكنة التي كانت سائدة وإزاحتها من أمام طريق طموحات المرأة السعودية وذلك من خلال إصدار القرارات المرنة والواضحة والسلسة والأنظمة التي تشجع نشاط المرأة بشكل عام وتوفير المواصلات الكافية واللازمة والآمنة لتسهيل حركة وحرية المرأة في كل أنحاء المملكة ومنحها فرص وظائف والعمل عن بعد لتسهيل مهام وظيفتها ومراعاة ظروفها الحالية والبيئة المحيطة بها لكي تستطيع أن توفق بين العمل ومسؤولياتها في المنزل. هل تعتقدين أن سيدة الأعمال السعودية تمكنت من استغلال التشجيع الذي أصبحت تحظى به من الدولة، والفرص التي أتيحت لها على النحو الأمثل؟ هل نجحت سيدة الأعمال في الإفادة من هذه الدفعة للانعتاق من الأنشطة التقليدية التي عرفت بها في السابق لتطرق آفاقاً تجارية جديدة؟ - أعتقد أن كل الظروف أصبحت مهيأة في هذه المرحلة أمام المرأة السعودية، لكي تمارس عملها بجدارة بعد أن انتهى عصر التوكيل، ففي غضون شهر على الأكثر باتت سيدة الأعمال السعودية تستطيع استخراج السجل التجاري ومن دون وكيل، مثلما كان يحدث في السابق، فقد كان نظام الوكيل يشكل عائقاً أمام النساء، إذ لم تكن المرأة قادرة على التوقيع على الأوراق الخاصة بمشروعها أو إدارة الأصول، ما كان يؤدي إلى ابتزازها، أما الآن فتقوم بتقديم مشروعها الخاص بنفسها ومباشرة. التسهيلات لم تتوقف عند هذا الحد، إذ لم يكن لدينا أقسام نسائية في الإدارات الحكومية، هذه الأقسام التي تسهل للمرأة عملها. الآن جميع الإدارات الحكومية فيها أقسام خاصة للسيدات، فلم تعد هناك مشكلة في تعامل المرأة مع الرجل من أجل إنهاء أوراقه. وتستطيع المرأة الحصول على قرض بمليون ريال، من دون فوائد، ما دامت قد حصلت على السجل التجاري، ما أدى إلى تنوع الاستثمارات النسائية بدلاً من الاستثمار المتكرر في قطاع التجميل فتجد المرأة السعودية الآن بدأت تتجه إلى أن تستثمر في الورش الهندسية والميكانيكية، وغيرها من القطاعات التي كانت مقصورة على الرجال فقط، هذا فضلاً عن الاستثمار في مجال التقنية الحديثة وهو الأجدى والأسرع والأكثر ربحية. ما أهم المجالات الجديدة التي بدأت تطرقها رؤوس الأموال النسائية؟ - تفضل النساء السعوديات - في العادة - الاستثمار في العقارات باعتبارها - من وجهة نظرهن - الأفضل كونه استثماراً آمناً من جميع النواحي. ويأتي الاستثمار في الأسهم في الدرجة الثانية بعد العقارات لما لهما من عوائد ربحية سريعة ومرتفعة، إضافة إلى أن مخاطرهما قليلة مقارنة بالمجالات الأخرى. وتبلغ قيمة الاستثمارات العقارية باسم السعوديات نحو 120 بليون ريال. وهناك الآن استثمارات نسائية متنوعة كما أسلفت في مجال الورش الهندسية والميكانيكية والمشاريع ذات الطبيعة التقنية كشركات التقنية وغيرها بنظرك ما دور سيدات الأعمال في تعزيز الشراكات التجارية وتصدير المنتجات والخدمات السعودية إلى الخارج؟ - من خلال الإدارات والأقسام النسائية بالغرف التجارية وبمجلس الغرف السعودية تتاح الفرصة لسيدات الأعمال السعوديات للقاء نظيراتهن في الدول الصديقة والشقيقة يتم خلال هذه اللقاءات مناقشة وبحث الفرص الاستثمارية ومجالات الشراكة المتاحة بين الجانبين ومن خلال هذا تسهم سيدات الأعمال في تعزيز الشراكة التجارية للمملكة مع مختلف دول العالم.