كثفت القوات النظامية السورية قصفها العنيف على درعا البلد ومخيم درعا وطريق السد بمدينة درعا. وتحاول القوات النظامية التقدم خصوصاً إلى مخيم درعا، لعزله قبل الهجوم على منطقة غرز، باعتباره خط دفاعٍ عنها، ساعية إلى قطع الطريق بين مدينة درعا وريفها الشرقي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطيران الحربي النظامي ألقى ما لا يقل عن 18 برميلاً متفجراً على تلك المناطق في مدينة درعا صباح أمس. وترافق مع القصف المكثف من جانب قوات النظام، سقوط المزيد من الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض. وقصفت القوات النظامية مناطق في بلدة النعيمة وقرية إيب بريف درعا الشمالي الشرقي. كما دارت اشتباكات عنيفة بين «جيش خالد بن الوليد» الذي بايع «داعش» من جهة، وفصائل اسلامية معارضة من جهة أخرى، في محور بلدة معربة بريف درعا الشرقي، ما أسفر عن مقتل طفلة وسقوط جرحى. وقالت مصادر المعارضة إن المؤيدين للحكومة يروجون أن سقوط مخيم درعا «بات وشيكاً»، لكن فصائل «الجيش السوري الحر» صدت هجومين واسعين للقوات النظامية خلال الأيام الماضية. الهجوم الأول بدأ في الخامس من حزيران (يونيو) الجاري، وتقدمت فيه القوات النظامية إلى منطقة «خط النار» على أطراف المخيم، والذي يفصله عن منطقة المخابرات الجوية. وأفادت مصادر المعارضة بأن القوات النظامية اضطرت إلى الانسحاب من منطقة «خط النار»، بعد إرسال المعارضة تعزيزات والاشتباك مع قواته في المنطقة، ليُكرر الأمر ذاته في الهجوم الثاني أول من أمس. وأفادت مواقع المعارضة بأن القسم الأكبر من مخيم درعا دُمّر وسط قصف مكثف بالبراميل والصواريخ، في سياسة "الأرض المحروقة" التي يتبعها النظام. كما طاول القصف حيي درعا البلد وطريق السد. وتقول مصادر المعارضة إنها تتوقع أن تكون القوات النظامية تخطط «لإنهاك المعارضة في المخيم في شكل خاص، من خلال تدميره قبل شن هجوم واسع عليه». وعزت المصادر ذلك إلى أن جبهة المخيم هي الوحيدة المشتعلة، بينما تعيش جبهات درعا البلد، المنشية وحي سجنة وحي طريق السد وغيرها، في درعا، هدوءًا من الطرفين حاليًا. ويتخوف ناشطون من أن تكون القوات النظامية تخطط لدخول المخيم، بخاصة في ضوء الهجومين الأخيرين، وفي ضوء التعزيزات التي يستقدمها النظام منذ أيام إلى مدينة درعا بإشراك عناصر «الفرقة الرابعة» وميليشيات رديفة. وقتل العشرات من القوات النظامية قرب المخيم، وكان أبرزهم المقدم أحمد تاجو، من مرتبات «الفرقة الرابعة»، كما خسرت المعارضة قياديين وعناصر خلال المعارك.