أنهت مؤسسة الأميرة العنود الخيرية تدريب 300 أم ضمن برنامج «التدريب المنتظم للتربية الفعالة»، الذي يهدف إلى تعريف الأمهات على حاجات الأطفال الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وتطوير مهاراتهن لتمكين الأبناء من الاهتمام بالدروس وحمايتهم من السلوكيات الخطرة، وتطوير قدراتهم على حل المشكلات. وأوضحت اختصاصية المشاريع في مؤسسة الأميرة العنود الخيرية هديل التركي خلال الاحتفال بالانتهاء من تدريب 300 أم في الرياض أمس، أن البرنامج بدأ بتخريج 25 مدربة أولاً، ومن ثم وصل عدد الأمهات المتدربات إلى 300 أم، منهن 150 أماً كافلات للأيتام، لافتة إلى أن البرنامج يركز على تنمية مهارات الاستماع والحديث لدى الأطفال، وتقدير أهمية اللعب لنمو الطفل الصحي وتوفير الفرص المختلفة للعب والقراءة، وكذلك تطوير ثقة الأم في نفسها وفي قدرتها على حل المشكلات والعناية بالصحة النفسية والجسمية، ويسعى إلى تحسين العلاقة والتواصل بين أفراد أسرهم، وتقليل المنازعات بين الوالدين وأبنائهم، مشيرة إلى أن المؤسسة ستنفذ هذه الدورات في مختلف مناطق المملكة. وذكرت مديرة القسم النسائي في مؤسسة الأميرة العنود الخيرية الدكتورة فوزية أبا الخيل أن البرنامج استمر عاماً كاملاً، بدأت مرحلته الأولى بتدريب المدربات، إذ اختيرت 25 مدربة وتم تدريبهن على البرنامج، ومنحن شهادة «مدربة معتمدة»، مشيرة إلى أن المرحلة الثانية كانت لتطبيق التدريب، وشملت تدريب 22 أماً تحت إشراف خبيرات البرنامج، فيما كانت المرحلة الثالثة تدريب المجموعات بتقسيم المدربات إلى خمس مجموعات وتحديد أربع مراكز للتدريب، إذ تولت كل مجموعة تدريب 25 أماً من الأمهات الحاضنات من دور الإيواء، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية. وأضافت أن المرحلة الأخيرة هي تطبيق البرنامج في جهات مختلفة، إذ ستقوم كل متدربة بالتدريب على البرنامج وفق ضوابط وشروط محددة، وتقوم المؤسسة بدور الإشراف والمتابعة، مشيرة إلى أنه يتم الآن الاستعداد لتطبيق البرنامج بجميع مراحله في المنطقة الشرقية، مؤكدة أن عدد المستفيدات من الأمهات الكافلات للأيتام وصل إلى 150 أماً، بعد ترجمة البرنامج لما يتوافق مع الأيتام من خبيرة البرنامج والمستشارة التربوية واختصاصية العلاج باللعب الدكتورة سهام الصويغ التي ذكرت أن أصل البرنامج أميركي، وترجم إلى 25 لغة في دول كثيرة، وأثبت فاعليته بالبراهين البحثية. وقالت الصويغ: «ترجمت الكتاب بعد عودتي إلى السعودية من أميركا، وتم استخراج بعض المفاهيم من البرنامج، وإضافة الكثير من التعديلات بما يتناسب مع البيئة العربية، والسعودية بالذات، إذ إن البرنامج كان يطبق في 9 أسابيع وبات يطبق في 14 أسبوعاً، وتم التركيز على مواصفات الأطفال من المهد إلى المراهقة»، مضيفة أن البرنامج يعمل على توجيه سلوك الأبناء، والمشكلات الشائعة في المجتمع، وكيفية التعامل مع الأبناء من الخوف والقلق، ومن انتشار المخدرات والتدخين، وغيرها من الأساليب. من جانبها، قالت إحدى المتدربات وتدعى أم محمد: «الاستفادة الكبيرة من هذا البرنامج أنني استطعت أن أجذب أبنائي للبقاء داخل المنزل بعد أن كانوا لا يرغبون في الجلوس عندي بسبب التوبيخ المستمر على تصرفاتهم». من جهتها، أكدت نائب الملحق الثقافي في سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية إليزابيث لي، أهمية برنامج «التدريب المنتظم للتربية الفعالة»، في إحداث التغيير لدى أبناء المتدربات. وقالت: «لم أتوقع أن أشاهد من خلال حضوري لدورات عدة في مختلف الدول نجاحاً كهذا النجاح».