يكاد «الريموت كنترول» أن يخجل من مستوى الإسفاف والتدني اللفظي والمحتوى المبتذل الذي تعرضه بعض المسلسلات التي تعرض في هذا الشهر الكريم على بعض القنوات العربية، وأستغرب كيف يختار مسيرو هذه القنوات عرض مثل هذا المستوى في هذا الشهر. وعلى رغم يقيني أن بعض هذا المحتوى غير مقبول في غير رمضان فما بالك في شهر الصيام، والأسوأ أن المتلقي يكون أكثر تفرغاً لمتابعة هذه المسلسلات في ظل السهر الممتد حتى ساعات الصباح الأولى والتركيز في المتابعة الذي يتصاعد هذا الشهر، فما الذي من الممكن أن ننتظر من متلقٍّ تشكل ذهنيته وآراءه مثل هذا المحتوى. والغريب أن الابتذال تجاوز المسلسلات إلى بعض الإعلانات الفضائية التي لم ترتقِ إلى مستوى التسويق المحترف أو حتى العرض اللافت، بل روجت للسلع بطريقة غير موفقة. وفي ظني أن النجاح المعتاد للبرامج الحوارية في رمضان لم يكن إلا لأنها الأفضل محتوى من غيرها من المسلسلات المتراجعة، والأسوأ أن التراجع لم يكن على مستوى السيناريو «اللفظي» وإنما يتجاوزه أحياناً إلى الحبكة الدرامية والإخراج والصورة ليكون المحتوى مدمراً للذائقة الفنية العربية للأسف. لا يمكن أن تقبل في رمضان أو حتى في غيره أن يحتوي السيناريو على جملة: «أحلى حاجة في الدنيا شرب المخدرات»، أية محتوى وأي دراما نتحدث عنها بهذا المستوى من النصوص. صحيح أنه زمن «الحرباية»... لكن لا يجب أن يصل إلى هذه المرحلة من انعدام الرؤية اللونية حد اختفاء المعايير.