لست ناقداً فنياً، ولكنني كمشاهد أشعر بالكثير من الحرج عندما تتعمد قنواتنا الفضائية إنتاج مسلسلات تتناول واقعنا الاجتماعي بالكثير من الإسفاف الذي يسيء لنا جميعاً دون استثناء. ومن المؤسف أن تختار تلك القنوات عرض أعمالها خلال شهر رمضان المبارك دون مراعاة لحرمة وخصوصية الشهر الفضيل. المسألة ليست مؤامرة لشغل الناس عن العبادة والطاعة كما يعتقد البعض ولكنها استثمار مادي لجذب المزيد من المشاهدين من خلال تقديم أعمال فنية مليئة بالتجاوزات على اعتبار أن "الجمهور عايز كده"!! ومن هنا انطلقت تلك الأعمال لتضخيم سلبيات المجتمع بأسلوب كوميدي "سمج" و "ممجوج" هدفه الأساسي السخرية ليس إلا، ومن ذلك استخدام اللهجات المحلية أو مسميات بعض المناطق بشكل يسيء لوحدتنا الوطنية. أغلب القصص والسيناريوهات تدور حول شاب.. دون قيم أو فكر، مغازلجي، مدمن مخدرات، وبنت.. لا يهمها إلا أحدث صيحات الموضة واللفلفة على المحلات والمولات، وغير ذلك من الصور النمطية التي ساهمت تلك المسلسلات في نقلها عنّا حتى للمشاهد خارج حدود الوطن. أما من يقوم بدور البطولة في تلك الأعمال فهم في أغلبهم أشخاص استنسخوا على عجل من مواهب فنية كوميدية رائدة، أو نساء "مستوردات" لا يمتلكن سوى موهبة الإغراء في هيكل مبتذل لا يخلو من عمليات النفخ والترميم!! ولعل ما سبق هو ما دفع البعض إلى تعمد الدعوة إلى مقاطعة قنوات بعينها وكأنهم لا يعلمون بأنها ليست وحدها من يقوم بإنتاج وبث تلك المسلسلات. في الأخير.. لا نريد التحريم ولا المقاطعة، ولا الإسفاف ولا الابتذال، ما نريده هو أعمال تلفزيونية تلامس همومنا وقضايانا بأسلوب فني راقٍ، وإلا ف (الريموت كونترول) بيننا وبينكم.