كشف سفير ألمانيا في السعودية ديتر هالر أن أغلب المساجد المسلمين لتأدية صلاة التراويح، خصوصاً أنه يقيم في بلاده 5 ملايين مسلم، ويشكلون 5 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ 82 مليون نسمة، مشيراً إلى أن المانيا استقبلت خلال السنوات الأخيرة 1.8 مليون لاجئ قدم معظمهم من دول مسلمة، وهو ما شجع غير المسلمين المقيمين في ألمانيا على مزيد من التعرف على الدين الإسلامي وأركانه مثل صوم رمضان، مبيناً أن المسلمين يسعون إلى التعريف بعاداتهم وتقاليدهم، ويشكل شهر رمضان مناسبة جيدة للتعريف بالثقافة الإسلامية. وأوضح السفير الألماني ل«الحياة» أن التغيرات في الحياة اليومية والعملية للمجتمع محدودة، ولكننا نلاحظ تفاعلاً متزايداً بين المسلمين وغير المسلمين في ألمانيا في السنوات الأخيرة من خلال تنظم المساجد والجمعيات في مختلف المدن الألمانية عبر أنشطة ثقافية وفعاليات بمشاركة جهات مختلفة ويحضرها مسلمون وغير مسلمين، وتهدف تلك الفعاليات إلى عكس التنوع في حياة المسلمين من جهة وتعزيز ثقافة الحوار من جهة أخرى، أما بالنسبة للمحال والأسواق التجارية فتبقى مفتوحة، ويغلق بعض المسلمين محالهم فقط خلال وقت الإفطار. وبين أنه في السنة الماضية شارك الرئيس السابق يواخيم غاوك المسلمين في حفلة إفطار جماعي، وكان ذلك في حي موابيت في برلين، وحضر الإفطار الذي نظمته بلدية برلين 500 شخص بينهم سياسيون وممثلون عن الكنيسة في تأكيد على مبدأ التعايش بين مختلف مكونات المجتمع، مشيراً إلى أن وزير الخارجية السابق والرئيس الحالي فرانك - فالتر شتاينماير فضّل أن يشارك عائلة سورية لاجئة إفطار رمضان العام الماضي، وأكد شتاينماير وقتها «أن رمضان لا يقتصر على الصيام فحسب، وإنما يشمل هذا الشهر أيضاً بالنسبة للمسلمين قيم الأسرة والتسامح والسلام». وأشار إلى أنه في إطار تعزيز ثقافة الحوار تستقبل برلين يومي 22 و23 أيار (مايو)، أي قبل أيام قليلة من بداية رمضان، ملتقى عالمياً لرجال الدين وممثلين وممثلات عن الأديان من أوروبا والشرق الأوسط وغرب أفريقيا، إذ نظمت الملتقى وزارة الخارجية الألمانية وشارك فيه ممثلون عن المسلمين المقيمين في أوروبا والشرق الأوسط وغرب أفريقيا. وقال: «في ألمانيا يواصل الجميع العمل والدراسة بحسب التوقيت المعتاد، فساعات العمل والدراسة لا تتغير، ولكن هناك مراعاة كبيرة من بقية أطياف المجتمع لخصوصية الشهر الفضيل كتسهيل منح الإجازات في العمل للمسلمين وتوعية التلاميذ والطلبة من غير المسلمين في المدارس بأهمية شهر رمضان بالنسبة لزملائهم المسلمين، وذلك في إطار التعريف بالآخر وتعزيز التعايش السلمي بين الأديان». وبين أن المسلمين من أصول تركية يشكلون نسبة كبيرة من المسلمين المقيمين في ألمانيا، ولذلك نجد الأطباق والحلويات التركية حاضرة بقوة خلال شهر رمضان، إضافة إلى المسلمين القادمين من مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وقد أسهموا في إثراء المطبخ الرمضاني بأطباقهم التقليدية وعاداتهم التي يتمسكون بالمحافظة عليها، مبيناً أن رمضان كما في بقية دول العالم شهر العائلة والأصدقاء بالنسبة، فعادة ما نشاهد تبادلاً للدعوات والزيارات بين الأهل والجيران والأصدقاء، كما يقوم المسلمون في ألمانيا في أحيان كثيرة بدعوة غير المسلمين على الإفطار، وهي فرصة لغير المسلمين للتعرف على الأكلات التقليدية وعادات الإفطار والصوم والسحور لدى الأسر المسلمة تمثل صلاة التراويح وصلاة العيد مناسبة كذلك للقاء الأصدقاء والأقارب. وأشار إلى أن هناك احتراماً كبيراً لفريضة الصوم من غير المسلمين في ألمانيا، ويعود هذا إلى انفتاح مكونات الشعب الألماني على بعضها البعض، وهو ما أكده الرئيس السابق يواخيم غاوك عندما صرح العام الماضي «أنه من البديهي انتماء المسلمين إلى ألمانيا، والحرية الدينية حق يكفله الدستور الألماني». السعودية تسهل فريضة الصوم لفت السفير الألماني إلى أنه من المثير للإعجاب أن نشاهد كيف تسهّل الحكومة السعودية على المواطنين والمقيمين أداء فريضة الصوم، فمواعيد العمل والدراسة تتغير لتناسب مواعيد الصوم والإفطار، كما تلتزم السفارة خلال شهر رمضان بمواعيد العمل التي ينص عليها قانون العمل السعودي بالنسبة لزملائنا المسلمين، ومن تقاليد السفارة أن يقيم السفير مأدبة إفطار يشارك فيها كل الموظفين، وهناك أيضاً الأجواء الاحتفالية التي تصاحب شهر رمضان وتختلف من بلد مسلم إلى آخر ونحن نستمتع بأجواء الليالي الرمضانية في المملكة والأكلات التقليدية السعودية التي تختلف من منطقة إلى أخرى. لكل بلد عربي تقاليده بين السفير أن لكل بلد عربي عاداته وتقاليده، وأجواءه الرمضانية الخاصة، إذ أتيحت له الفرصة وعدد من زملائي لزيارة بعض البلدان العربية وشهر رمضان شهر مميز لدى كل الشعوب العربية والمسلمة، إن شهر رمضان هو شهر العائلة بامتياز بالنسبة لجميع المسلمين، وهو شهر تتعزز فيه قيم التكافل والإخاء، مشيراً إلى أن السعودية تعرف بكونها أرض الحرمين الشريفين ويزورها ملايين المسلمين حول العالم لأداء فريضة الحج والعمرة ومنهم طبعاً مسلمي ألمانيا، كما تعرف المملكة أيضاً بكونها من أكبر مصدّري النفط في العالم، ويتمتع السعوديون بمستوى عيش جيد مقارنة ببقية دول العالم. الصورة.. تغيرت لفت هالر إلى أن الصورة التقليدية بدأت تنضج، فمع ازدياد عدد السعوديين الذين يزورون ألمانيا سنوياً سواء للسياحة أم العلاج أم العمل، بدأ الألمان في التعرف على جوانب أخرى من الشعب السعودي وقيمه وتقاليده وطريقة عيشه، وكذلك كانت مشاركة ألمانيا كضيف شرف في مهرجان الجنادرية في دورته ال30 فرصة لعديد الألمان ليتعرفوا على المملكة وشعبها، سواء المثقفين والفنانين الذين حضروا إلى المملكة للمشاركة في المهرجان أم الألمان في ألمانيا الذين تابعوا التغطية الصحافية للمهرجان. وقال: «نؤمن بأن من أهداف العمل الدبلوماسي تطوير الصورة النمطية، التي قد تترسّخ لدى الشعوب والتقريب بين مختلف الثقافات».