أكد نائب السفير الألماني في الرياض مايكل أونماخت ل"الوطن"، أن المسلمين المتواجدين في ألمانيا جزء من النسيج الاجتماعي الألماني، ويحتفلون بدخول شهر رمضان، وبقية أطياف المجتمع يراعون خصوصية الشهر، ويقومون بعدة مبادرات مثل تسهيل منح إجازات العمل للمسلمين، وتوعية التلاميذ والطلبة من غير المسلمين في المدارس بأهمية شهر رمضان. التسهيل للمسلمين أضاف أونماخت: أن "المسلمين يشكلون أقلية في ألمانيا، ولذلك لن تلاحظ تغييرا في الحياة اليومية والعملية للمجتمع، فساعات العمل والدراسة لا تتغير، ولكن بقية أطياف المجتمع يراعون خصوصية الشهر، ويقومون بعدة مبادرات مثل تسهيل منح إجازات العمل للمسلمين، وتوعية التلاميذ والطلبة من غير المسلمين في المدارس بأهمية شهر رمضان بالنسبة لزملائهم المسلمين، وذلك في إطار تعزيز التعايش السلمي بين الأديان".
حرية المعتقد لفت إلى أن "عدد المسلمين المقيمين في ألمانيا يتراوح بين 4 و5 ملايين مسلم في ألمانيا، ويمثل المسلمون 5% من إجمالي عدد السكان، ولا توجد أي قيود على ممارسة شعائرهم الدينية كالصوم والصلاة"، مشيرا إلى أن الدستور الألماني يكفل الحريات الأساسية من بينها حرية المعتقد، وحرية ممارسة الشعائر الدينية. وأضاف أن "المسلمين في ألمانيا جزء من النسيج الاجتماعي الألماني، وهذا ما أكده الرئيس جواكيم جوك أخيرا، حيث قال إنه من البديهي انتماء المسلمين إلى ألمانيا، والمسلمون حملوا معهم إلى ألمانيا عادات بلدانهم الأصلية، ويبرز أكثر ذلك من خلال الأطباق التقليدية والحلويات التي تزين موائد الإفطار، كما حملوا معهم قيم التآخي والكرم وحسن الضيافة، وكثيرا ما يقوم المسلمون بدعوة غير المسلمين على الإفطار".
ثقافة التنوع قال أونماخت، إن "رمضان فرصة للمسلمين في ألمانيا للالتقاء بالعائلة والأصدقاء على موائد الإفطار، ويمثل كذلك فرصة لغير المسلمين للتعرف على الثقافة الإسلامية"، مشيرا إلى أن هناك عدة جمعيات ومساجد في مختلف المدن الألمانية تنظم أنشطة ثقافية وفعاليات بالمشاركة مع جهات مختلفة، ويحضرها مسلمون وغيرهم، وتهدف إلى إبراز التنوع في حياة المسلمين وتعزيز ثقافة الحوار.
الأطعمة الحلال أكد نائب السفير الألماني أن "الأطعمة الإسلامية متوفرة في جميع الأسواق الألمانية، وهذا دليل قوي على اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية، وانفتاح هذه المجتمعات على الخصوصيات الإسلامية". وأضاف: "أحرص دائما على أن أشارك أصدقائي وزملائي المسلمين في موائد إفطارهم، سواء على الصعيد شخصي أو في نطاق عملي". وأشاد بالدعوة التي تلقاها من وزير الخارجية عادل الجبير للإفطار، والتي كانت فرصة للاطلاع على العادات والتقاليد السعودية الخاصة في شهر رمضان، مشيرا إلى أنه يلبي عدة دعوات خاصة له ولعائلته لزيارة بيوت وموائد المسلمين، ويشارك الصيام معهم، إلا أن ذلك الأمر لا ينجح معه دائما.
العلاقات الثنائية أوضح أونماخت، أن "المملكة شريك إستراتيجي بالنسبة لألمانيا، ولاعب رئيسي في منطقة محورية، والتنسيق بين الجانبين في المسائل الثنائية، وكذلك اللقاءات الدولية كبلدين عضوين في مجموعة العشرين، تخدم مصالح البلدين المتبادلة، أكثر من أي وقت مضى". وأضاف: أن"الروابط بين بلدينا تزداد تطورا وتماسكا، بالإضافة إلى الزيارات العديدة المتبادلة بين قادة الدولتين، وكذلك بين وزيري خارجية البلدين في الفترة الأخيرة، وهناك تعاون متنامٍ بين البرلمان الألماني الاتحادي ومجلس الشورى السعودي، كما أن التواصل بين الشعبين الألماني والسعودي يزداد أكثر فأكثر، حيث تعتبر ألمانيا من الدول المفضلة لدى السعوديين للسياحة والعلاج، إضافة إلى مجالات أخرى مثل التعليم العالي والتجارة والأعمال".
تسهيل الإجراءات أكد أونماخت، سعي السفارة منذ سنوات إلى تغيير سياسة منح التأشيرات، بهدف تسهيل الإجراءات للسعوديين لزيارة ألمانيا، سواء للسياحة، أو الزيارات أو في الجوانب الاقتصادية. ولفت إلى أن "السفارة في عام 2015 أصدرت 75000 تأشيرة لمواطنين سعوديين ومقيمين، وهو الرقم الأعلى في تاريخ السفارة، وبلغت مدة أكثر من نصف التأشيرات الممنوحة سنة فأكثر، آملا زيادة منح التأشيرات خلال السنوات المقبلة لإعطاء الفرصة للتعرف على ألمانيا أكثر فأكثر، وفي المقابل زيادة أعداد الألمان لزيارة المملكة.
تفضيل الأوقات أشار السفير أونماخت، إلى أن "السفارة في الرياض تلتزم خلال شهر رمضان بمواعيد العمل التي ينص عليها قانون العمل السعودي بالنسبة للعاملين المسلمين، ومن تقاليد السفارة أن يقيم السفير مأدبة إفطار يشارك فيها كل الموظفين، إلى جانب الاحتفال بشهر رمضان، بهدف تنمية روح الفريق، وتعزيز الاحترام المتبادل بين مختلف الأديان والثقافات".