تعرضت طهران أمس، إلي هجوم إرهابي مزدوج نفذه ستة انتحاريين، استهدف مبني مجلس الشوري (البرلمان) ومرقد الإمام الخميني جنوب العاصمة الإيرانية، فيما أعلنت السلطات اعتقال مجموعة مسلحة قبل إن تتمكن من تنفيذ أهدافها، ونصحت المواطنين بالابتعاد من وسائل النقل العامة. وأعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجومين المتزامنين اللذين أسفرا عن سقوط 12 قتيلاً و24 جريحاً، وذلك في شريط فيديو بثته وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم. وظهرت في إحدى لقطات الفيديو جثة على الأرض داخل إحدى غرف النواب، فيما قال أحد المهاجمين بلهجة شمال أفريقية: «نحن باقون هنا». وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن هجمات طهران تعزز وحدة البلاد وتجعلها أكثر عزماً على محاربة الإرهاب، فيما شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أن الحادث يزيد من عزم إيران وشعبها على مواجهة الإرهابيين. وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل جبير أنه لا يوجد دليل على أن «متطرفين سعوديين» مسؤولون عن هجومَي طهران، وذلك بعدما كان «الحرس الثوري» زعم في بيان مسؤولية السعودية عنهما. وأكد الجبير أن السعودية «تندد بالهجمات الإرهابية أينما كانت»، مشيراً إلى أنه لا يعرف من المسؤول عن الهجومين في إيران. وأوضحت وزارة الداخلية الإيرانية في بيان أن «مجموعتين إرهابيتين نفذتا هجوماً متزامناً استهدف الأمن والاستقرار في العاصمة». وأشارت إلى أن «شخصين هاجما في الساعة العاشرة والنصف صباحاً (بالتوقيت المحلي)، مرقد الإمام الخميني، وفجر أحدهما نفسه بشحنة ناسفة بعد تبادل إطلاق النار مع حراس المرقد، فيما قتل الثاني الذي كان يحمل كيساً يحتوي على 10 قنابل يدوية ومخازن رصاص». وأضاف البيان أن «في الساعة ذاتها هاجمت مجموعة أخرى مبنى مجلس الشورى الذي يقع في ساحة بهارستان وسط طهران». وأفاد شهود بأن المهاجمين الأربعة تنكروا بعباءات نساء وتسللوا إلى المبنى من الباب الشرقي الرئيسي المخصص لدخول المراجعين والموظفين، ثم اشتبكوا مع الحراس وقتلوا أحدهم وجرحوا أربعة آخرين. وقال الشهود إن المهاجمين أخطأوا القاعة الرئيسية للبرلمان وضلوا طريقهم إلى الطبقات العليا حيث مكاتب النواب، التي كانت خالية إلا من بعض الموظفين والعاملين. وفجر أحد المهاجمين نفسه بعد محاصرته، فيما تمكنت قوات الأمن من قتل ثلاثة آخرين. وأكد مسؤول خدمة الطورائ في طهران بير حسين كوليوند وقوع 12 قتيلاً و42 جريحاً، فيما أغلقت كل الطرق المؤدية إلى مربع الرئاسة الإيرانية حيث المكاتب الحكومية ومقر المرشد. وسجل وجود أمني كثيف في معظم مناطق العاصمة ومحيط المقار الرسمية وفي الساحات العامة الرئيسية، إلا أن الحركة في مطار طهران لم تتأثر ولم تتوقف خدمة المترو وإن شُددت حولها الإجراءات الأمنية. وتوافد إلى مقر البرلمان كبار القادة الأمنيين ومسؤولي «الحرس» ومن بينهم قائده محمد علي جعفري. ووصل بعد الحادث مباشرة رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، الذي اعتبر أن الإرهابيين يريدون استهداف الأمن في إيران التي قال إنها «تشكل محوراً أساسياً ومؤثراً لمحاربة الإرهاب في المنطقة»، وزاد أن «مثل هذه العمليات الإرهابية تريد التأثير في الموقف الإيراني». وقال رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، إن المهاجمين كانوا يتمتعون بتدريب جيد، مستبعداً نجاح الإرهاب في تقويض الأمن الإيراني، فيما أشاد حميد أبو طالبي، المعاون السياسي للرئيس الإيراني حسن روحاني بالقوات الأمنية، التي نجحت في تقليل الخسائر، لافتاً إلى أن «هاتين العمليتين لو وقعتا في أوروبا لذهب عشرات الضحايا». ونددت الولاياتالمتحدة ودول عدة، من بينها فرنسا وروسيا وقطر، بهجومي طهران، ورأى الكرملين في بيان أن الهجوم المزدوج «يسلط الضوء على الحاجة إلى تضافر جهود الدول في مكافحة الإرهاب، ما يعني العمل في شكل وثيق مع الدول الإسلامية». وليلاً قال التلفزيون الايراني الرسمي إن المرشد علي خامنئي وصف التفجير والهجمات المسلحة بأنها مجرد «ألعاب نارية» لن تنال من عزيمة البلاد في حربها ضد الإرهاب. وأضاف «هذه الألعاب النارية ليس لها أي تأثير على إيران. ستتلاشى قريباً... إنها أصغر من أن تؤثر على إرادة الأمة الإيرانية ومسؤوليها».