تصاعدت العقوبات ضد قطر أمس، وقال مسؤول إماراتي إن بلاده والسعودية: «ستدفعان الدوحة إلى تغيير سياستها، لا نظامها». وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن دول الخليج «قادرة على حل المشكلة من دون أي تدخل خارجي». ووافق البرلمان التركي أمس على نشر قوات في قطر «بناءً على اتفاق سابق مع الدوحة». وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أمس إن بلاده: «مستعدة لإجراء حوار لحل الأزمة مع جيرانها»، لكن مسؤولاً قطرياً أكد أن الخلاف يدفع الدوحة «ببالغ الأسى في اتجاه الانسحاب من مجلس التعاون لدول الخليج العربية». وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل أول أمس، جرى خلاله استعراض العلاقات بين البلدين، وتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم. وأشاد ترامب بالدور القيادي للمملكة في مكافحة الإرهاب وبجهودها لتجفيف منابعه، وتطلع واشنطن إلى تعزيز العمل بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما تم البحث في الأزمة الخليجية، التي كانت مدار بحث بين الملك سلمان وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أكد أن زيارته «لتقديم الشكر على الدعم الذي تلقاه المنامة من الرياض». وأضاف أن «السعودية تدعم أمننا واستقرارنا في مواجهة التدخلات القطرية والإيرانية». وزاد: «اختارت البحرين على مدى تاريخها التضامن مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، للمحافظة على الدين والعروبة والتعايش والتسامح وحفظ الكيان وحسن الجوار». وقال البيت الأبيض ليل أمس، إن الرئيس دونالد ترامب تحدث مع أمير قطر وعرض المساعدة في حل الأزمة، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع في البيت الأبيض. وأضاف: «أكد الرئيس ضرورة أن تعمل كل الدول في المنطقة معاً لمنع تمويل الجماعات الإرهابية ووقف الترويج للفكر المتطرف». وتلقى ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أمس، اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، وتمت خلاله مناقشة الأوضاع الراهنة وتطوراتها. في الكويت، التقى الأمير الشيخ صباح الأحمد ظهر أمس، وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، ثم انتقل إلى دبي للقاء المسؤولين الإماراتيين وتوجه إلى الدوحة في إطار مساعيه لحل الخلافات معها. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش: «ما نقوله لقطر هو الآتي: أنت جارة وعليك أن تلتزمي قواعد أمن الخليج واستقراره». وجرمت الإمارات رسمياً أمس المتعاطفين مع قطر، وهددت كل من ينشر رأياً يبدي فيه تعاطفاً معها بالسجن 15 عاماً، ومنعت حاملي جوازات السفر القطرية من دخول البلاد. وتابع قرقاش أن دول الخليج ستزيد «القيود على قطر إذا تطلب الأمر»، وطالبها «بتغيير سياساتها المتعلقة بدعم الإرهاب». في باريس، أكد الناطق باسم الحكومة الفرنسية كريستوف كاستانيه، أن «على قطر التحلي بالشفافية التامة والرد على أسئلة جيرانها». وفي برلين، قال الجبير إن جولته الأوروبية تناولت الأزمة القائمة في الخليج، وإنه شرح «لنظيره الألماني أسباب اتخاذ المملكة وعدد من الدول الإجراءات ضد قطر، وأمل في أن تستجيب الدولة الشقيقة لدعوة أشقائها وتنهي دعمها المنظمات المتطرفة وتوقف تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، وأن تصبح جاراً وشريكاً». وشدد على أن «المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة للتحالف الدولي لمحاربة داعش في سورية، وتقوم بعمل فعال»، وأكد أن الدول الخليجية «قادرة على حل الخلاف مع قطر بنفسها من دون مساعدة خارجية». وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني، أن «دول الخليج لم تطلب وساطة من أي طرف، وتؤمن بالتعامل مع المسألة في إطار مجلس التعاون الخليجي». وزاد أنه لم يتم إخطاره رسمياً ب «أي تحقيق أميركي في اختراق وكالة الأنباء القطرية الذي كان على صلة بالخلاف». وتابع أن الدوحة «تدعم وسائل الإعلام المحرضة والمعادية. والدول المقاطعة لا تنوي أن تضر بها أو بالمواطنين القطريين، فهي جارة لنا وعضو في مجلس التعاون، ولكن عليها أن تختار إذا كانت مع اتجاهنا أو الاتجاه الآخر». وأضاف أن «القرارات التي تم اتخاذها كانت قوية للغاية، وستكون لها كلفة كبيرة جداً على قطر، ونعتقد أن القطريين لا يرغبون في تحمل تلك الكلفة».