تونس - رويترز - قالت الحكومة التونسية أمس الثلثاء إن أربعة مدنيين آخرين قتلوا في أسوأ اضطرابات مدنية في البلاد منذ عقود، ما رفع عدد القتلى الذين سقطوا خلال أسابيع من العنف إلى عشرين. لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إن العدد أكبر من ذلك بكثيروتحدث بعضها عن سقوط نحو 50 قتيلا. وقالت وزارة الداخلية إن أربعة مدنيين قتلوا في الاشتباكات التي وقعت الإثنين في القصرين التي تبعد 200 كيلومتر جنوب غربي العاصمة. وأضافت في بيان أن بلدة القصرين شهدت أعمال عنف واحراق شملت إقدام جماعات على احراق مراكز للشرطة وإن المحتجين كانوا مسلحين بقنابل حارقة وقضبان حديد. وتابعت أن الشرطة اضطرت إلى الدفاع عن نفسها فأطلقت أعيرة تحذيرية في الهواء ولكن القاء الزجاجات الحارقة زاد كثافة، ما أدى الى مقتل أربعة من المحتجين واصابة ثمانية من رجال الشرطة بحروق أو اصابات أخرى. وعلى صعيد منفصل قال شهود إن شرطة مكافحة الشغب في تونس أطلقت الغاز المسيل للدموع مع اندلاع احتجاجات جديدة الليلة الماضية في بلدتين بغرب البلاد رغم وعد من الرئيس زين العابدين بن علي بتوفير 300 ألف وظيفة قبل نهاية عام 2012. وأمرت الحكومة التونسية الاثنين باغلاق المدارس والجامعات حتى اشعار آخر في محاولة لانهاء الاشتباكات مع الشرطة. ووصل عدد محدود من التونسيين أمس الى مركز للتوظيف في العاصمة، بعدما وعد الرئيس بن علي بخفض نسبة البطالة بين الخريجين. لكن وعد بن علي لم يساعد على تهدئة بعض المناطق الاكثر فقرا في البلاد التي يبلغ تعداد سكانها عشرة ملايين نسمة. وقال شهود طلبوا عدم نشر أسمائهم إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين في مدينتي الكاف وقفصة بعد الكلمة التي ألقاها بن علي. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه بسبب تصاعد العنف ودعا الى ضبط النفس. وقال الاتحاد الاوروبي أكبر شريك تجاري لتونس في أول بيان منذ سقوط قتلى في مطلع الاسبوع انه يأسف لاعمال العنف التي أدت الى ازهاق أرواح. وفي العاصمة تونس التي شهدت احتجاجات نادرة من الطلاب أول من أمس، بدت الأوضاع عادية وفتحت المتاجر أبوابها على رغم قرار اغلاق المدارس. وتجمع نحو مئة صحافي من صحف تونسية في مقر نقابة الصحفيين في تونس للاحتجاج على ما قالوا انها قيود تفرضها الحكومة على تغطية أخبار العنف. وحمل الصحافيون صور من قتلوا في الاشتباكات وهتفوا منادين بالحرية للصحافة التونسية.