في 23 أيار (مايو) 2017، نظمت أكبر أربع مراكز بحثية أميركية مؤتمراً في واشنطن برعاية «منظمة الدفاع عن الديمقراطية»، بعنوان «قطر والإخوان المسلمين». واستعرض الباحث الدكتور دافيد واينبرغ، خلال المؤتمر أدق تقريرين عن دعم قطر للإرهاب الأول أصدره واينبرغ في 2014، والثاني في 2017، في هذين التقريران أسماء العديد من القطريين المطلوبين لاتهامهم بتمويل ودعم الجماعات الإرهابية في أنحاء متفرقة من العالم والمنطقة، ومنهم: رئيس اتحاد كرة القدم القطرية السابق عبدالرحمن العمير، المتهم الرئيس في تمويل تنظيم القاعدة في المنطقة لمدة 10 أعوام بمبلغ مليوني دولار شهرياً، والمدير السابق في بنك قطر المركزي خليفة السبيعي الممول الرئيس لجبهة النصرة لأعوام عدة، وعبدالعزيز العطية الذي تم القبض عليه في لبنان في 2012 لتمويله جبهة النصرة، وهو ابن عم وزير خارجية قطر السابق، وشقيق مستشار أمير قطر الحالي حمد العطية. يقول مدير مكتب قناة الجزيرة إنكليزي السابق في القاهرة محمد فهمي، إنه «عندما تم القبض على العطية في لبنان ضغطت الحكومة القطرية على بيروت، وهددتها بتسفير وطرد العمالة اللبنانية من قطر إذا لم يتم تسليمه، فسلمته لبنان إلى الدوحة وحكم عليه غيابياً بالسجن سبعة أعوام، وما زال حراً طليقاً في قطر هو والسبيعي والعمير، وما زالوا يمارسون أعمالهم بحرية تامة في قطر، ويغردون على صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي على رغم وجود أحكام باتة بدعمهم الإرهاب، يضاف إليهم كذلك سعد محمد الكعبي المتهم بتمويل جبهة النصرة في سورية». وخلال المؤتمر تم التأكيد على أن قطر حاولت بكل السبل إلغاء المؤتمر ولم تفلح في ذلك، وهددت - بحسب فهمي - بعض الباحثين بعدم الحضور، لافتاً إلى أن وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت جيتس، وهو رجل عمل في المخابرات الأميركية 26 عاماً قال إن «استمرار قطر في دعم الإرهاب غير مقبول، وإنه طالب الحكومة الأميركية بنقل قاعدة العديد خارج قطر، وإنه طلب أكثر من مرة الحكومة القطرية بوقف قناة الجزيرة وعدم فتح شاشتها أمام الإرهابيين». وقال فهمي في اتصال ل«الحياة» أمس (الإثنين) إنه تحدث خلال المؤتمر إد رويس، و«أهمية رويس أنه رئيس اللجنة الخارجية للكونغرس حالياً، إذ كشف أن الكونغرس تقدم إلى إدارات أميركية عديدة منذ 2013 بسبع خطابات يطالب فيها واشنطن بالتدخل الصارم لوقف تمويل قطر للإرهاب ولم يحدث شيء». ولفت إلى أنه أجرى مقابلة تلفزيونية مع السفير دينيس روس مستشار الأمن القومي لريغان وبوش وأوباما، وأنه طالب خلال الحوار بنقل القاعدة الأميركية من قطر إلى الإمارات، لأنه يرى في أبوظبي حليفاً استراتيجياً يحارب الإرهاب، وقال روس: «إن قطر تستخدم القاعدة الأميركية رخصة لتفعل ما تشاء، وإذا كانت أميركا تصرف مبالغ هائلة لمكافحة الإرهاب فمن الأفضل لها نقل القاعدة حتى لو كلفت مبالغ طائلة، لأنها ستستفيد من ذلك استراتيجياً على المدى البعيد». قطر وتمويل الجماعات المتطرفة في ليبيا كشف مدير مكتب قناة الجزيرة إنكليزي السابق في القاهرة محمد فهمي أنه «التقى في ليبيا عبدالحكيم بلحاج ومهدي الحرافي». وأضاف أنه «لمس تمويل قطر لفجر ليبيا بقيادة بلحاج، وبعض الجامعات التي ما زالت تعمل على حدود مصر الغربية حتى الآن، التي تهدد الجيش المصري في سيناء». ولفت إلى أن «ما يحدث الآن أن هذه الجماعات بقيادة بلحاج الذي أصبح أيضاً مسؤولاً عن الجناح العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا، هو استغلال الدعم القطري في تأسيس معسكرات لاستقبال عناصر من جماعة أنصار بيت المقدس من داخل مصر للتدريب، ثم عن طريق البحر تنتقل هذه العناصر إلى العريش لمقاتلة الجيش المصري، إضافة إلى دعم قطر، يبدو واضحاً في إي ميلات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، التي كشفت في إحداها أن قطر تمول تنظيم داعش وجماعات راديكالية أخرى ويجب التصدي لها».