عمّ الغضب أمس البلدات العربية داخل إسرائيل، خصوصاً بلدة كفر قاسم، في أعقاب قتل أحد سكان المدينة الشاب محمد محمود طه (27 سنة) برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال احتجاج جماهيري في المدينة ليلة الاثنين– الثلثاء على قيام الشرطة باعتقال شاب آخر وصعقه بالكهرباء. وأعلنت «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» الإضراب الشامل اليوم في جميع البلدات العربية، فيما أعلنت الشرطة أنها ستحقق مع الحارس الذي كان مع شرطي آخر في مقر الشرطة في كفر قاسم، وأطلق النار على الشاب محمد طه. ولفت رئيس القائمة المشتركة النائب العربي في الكنيست أيمن عودة في حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن الشاب محمد طه هو العربي الخامس والخمسون الذي يقتل برصاص الشرطة الإسرائيلية منذ أحداث تشرين الأول (أكتوبر) 2000 التي قتلت فيها الشرطة 13 شاباً عربياً خلال التظاهرات التضامنية مع الانتفاضة الثانية. واتهم عودة، في حديث مع الإذاعة العسكرية أمس، الشرطة ب «الضغط السهل على الزناد عندما تكون المواجهة مع العرب». كما اتهمها بالتقاعس في وضع حد لجرائم العنف المتزايدة في كفر قاسم والمجتمع العربي عموماً، وقال: «عندما قتل نشأت ملحم يهوديين أقامت الشرطة الدنيا حتى ألقت القبض على نشأت وقتلته. فعلت ذلك لأن القتلى يهود لكن عندما يكون القتلى عرب فإنها لا تقوم بواجبها». واعتبرت لجنة المتابعة أن قتل الشاب محمد محمود طه تم بدم بارد. وحذر رئيسها محمد بركة من «تمادي جهاز الشرطة في عدوانيته تجاه جماهيرنا العربية وبسرعة الضغط على الزناد» مشدداً على أن هذا هو «تطبيق لسياسات تم تحديدها في رأس هرم الحكم». وحمّل الحكومة ورئيسها ووزير الأمن الداخلي غلعاد أردان وقائد الشرطة العام روني الشيخ المسؤولية عن هذه الجريمة. وقال والد الشهيد محمود طه في حديث مع إذاعة الجيش إن ابنه «قتل بدم بارد بثلاث رصاصات في رأسه، وهو بعيد من الحارس الذي أطلق النار». وأضاف أن الشرطة هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن تفشي العنف وجرائم القتل بالمدينة من دون أن تفعل شيئاً لوقفها، وأن جل نشاطها يتمحور في تحرير مخالفات سير للمواطنين». من جهة أيضاً، فنّد المحامي عادل بدير رواية الشرطة، وقال إنه كان إلى جانب الشرطي والحارس وراء باب مغلق حين أطلق الحارس النار من دون سبب. وأضاف أن الشرطي الذي كان بجانب الحارس أقرّ بأنه لم يشعر بأي خطر على حياته، بعكس ادعاء الحارس. بدوره دان رئيس بلدية كفر قاسم عادل عامر قتل ابن المدينة، مؤكداً أن ا»دعاء الشرطة بأن محطة الشرطة وسياراتها تعرضت لإشعال النيران لا أساس له من الصحة، وأن الجماهير الغاضبة خرجت إلى الشوارع بعد قتل المرحوم محمد طه». وأضاف أن المدينة شهدت في الأشهر الخمسة مقتل ثمانية من أبنائها على يد عصابات إجرام «لكن الشرطة لم تقدم حتى اليوم لائحة اتهام واحدة رغم معرفتها هوية المجرمين».