شدّد مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، على ضرورة العمل على تصحيح مسار الجمعيات العلمية التابعة للجامعة، وبذل الجهود لتطويرها وجعلها ذات فائدة وتخدم المجتمع المدني، مؤكداً أنها بوضعها الحالي تعتبر غير مؤهلة ودون الطموح، مشيراً إلى أن تواجد 50 جمعية علمية في الجامعة لا يشكّل فخراً لها، «فالفخر الحقيقي هو تمكّن وقدرة هذه الجمعيات، وإيجابية مؤشرات البحث العلمي لديها، وهل هي مدرجة ضمن قائمة ISI، أم أنها جمعيات للمناسبات والحفلات؟». وقال العثمان خلال افتتاحه فعاليات الملتقى العلمي الأول للجمعيات العلمية، الذي تنظّمه وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي، في مقر الجامعة أمس: «هناك تسع جمعيات علمية فقط تشارك بشكل فعّال وإيجابي، أما البقية فهي دون المستوى... فالأمر ليس بكثرة الجمعيات العلمية وإنما بحجم ما تقدّمه، ويجب العمل على تصحيح مسار هذه الجمعيات وتطويرها، لتصبح إحدى مؤسسات المجتمع المدني، فهي بالوضع الحالي نجدها غير مؤهلة، ولننظر إلى أية دولة من الدول المتقدّمة كيف تلعب الجمعيات والهيئات العلمية دوراً كبيراً في حفظ حقوق المنتسبين للمهنة أو تطوير المناهج المرتبطة بعملها، لذا يجب أن نواكب الجمعيات العلمية العالمية، ويجب أن تكون أكثر التصاقاً بالبعد الوطني وخدمة المجتمع، وهذا لن يتحقق حتى تخرج فعلاً في إطار تنظيمي جديد». وأضاف أن الجامعة ستهيئ الجمعيات العلمية خلال الخمس سنوات المقبلة، لكي تدخل في مرحلة جديدة لتعزيز دورها الأساسي، معلناً عن تخصيص ثلاث جوائز سنوية لأفضل ثلاث جمعيات، بحيث تحصل الأولى على مبلغ 300 ألف ريال، والثانية على 200 ألف ريال، والجمعية الثالثة على 100 ألف ريال. وأوضح أن هناك فهماً خاطئاً للجمعيات العلمية، «من مؤشرات الفهم الخاطئ أنه عندما كنت وكيلاً لوزارة التعليم العالي، كوّنت لجنة لدراسة السبب وراء انشقاق بعض الجمعيات العلمية وانتقالها إلى هيئات أخرى... ووجدنا أن السبب في ذلك هو عدم قدرة بعض الأفراد على الفوز أو ترؤس الجمعية، وكأن الجمعية أُسست من أجل أن يديرها مجموعة من الأفراد، فمثلاً بدلاً من أن تكون هناك الجمعية السعودية لطب الأطفال، أصبح هناك جمعية لقلب الأطفال وجمعية لكلى الأطفال، وتم تحويل جسم الإنسان إلى أسماء وفروع لمجموعة من الجمعيات، بدلاً من أن تكون لدينا جمعية واحدة قويّة تستطيع أن تشارك في المحافل العلمية العالمية لتمثيل المملكة، وبالتالي أصبح لدينا جمعيات عدة حتى وصلنا إلى درجة لا نستطيع معها أن نكوّن لها جمعية عمومية». بدوره، أشار المشرف على إدارة التعاون الدولي والجمعيات العلمية في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد الغدير، إلى أن الملتقى يهدف إلى التعريف بالجمعيات العلمية التي تنتمي لجامعة الملك سعود، وإبراز أنشطتها البحثية والعلمية والخدمية عن طريق إقامة المعرض المصاحب للملتقى، لافتاً إلى أنه سيتم تكريم الجمعيات الأكثر فاعلية بحسب معايير تقويم كفاءة أداء الجمعيات العلمية ومعايير تقويم مشاركاتها في المعرض المصاحب. وأضاف: «يشارك في هذا الملتقى مجموعة من الخبراء الدوليين، من بينهم رئيس مجلس إدارة جمعية طب المجتمع في بريطانيا وإيرلندا البروفيسور ديفيد باركر، ومدير مجلة نيتشر الدكتور نيك كاميل، والمدير العام للسيفير للنشر الدكتور برنارد أليفا، ومدير ماكميلان للنشر العلمي الدكتور دان كسانتوس».