حققت «قوات سورية الديموقراطية» والقوات النظامية السورية تقدما لافتاً في معركة استعادة الرقة، ففيما أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من «التحالف الدولي» بقيادة أميركا أنها انتزعت السيطرة على سد استراتيجي على نهر الفرات من «تنظيم داعش»، في أحدث مكسب تحققه خلال تقدمها صوب مدينة الرقة، أعلنت القوات النظامية أنها حققت مكاسب استراتيجية في الريف الشرقي لحلب، وسيطرت على مدينة مسكنة آخر بلدة كبيرة يسيطر عليها «تنظيم داعش» في حلب أمس. وتبعد مسكنة نحو 15 كلم عن الحدود الإدارية مع محافظة الرقة وتعني السيطرة عليها أن طريق القوات النظامية إلى الرقة عبرها بات مفتوحاً وآمناً، كما تعني أن «داعش» لم يعد لديه ذلك الممر الاستراتيجي الذي يمكّنه من إرسال عناصر وأسلحة من ريف حلب الشرقي إلى مركزه في الرقة. وقالت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف من مقاتلين أكراد وعرب، إنها سيطرت على «سد البعث» صباح أمس وغيرت اسمه إلى «سد الحرية». ويقع السد على مسافة نحو 22 كيلومتراً من مدينة الرقة، العاصمة المفترضة ل «داعش» وأوضح المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي الفصيل الرئيسي في «قوات سورية الديموقراطية» إن المقاتلين يقومون بتمشيط القرى المجاورة بحثاً عن ألغام ولتعزيز خطوطهم الدفاعية. وقال نوري محمود إنهم سيطروا على السد بالكامل. ويعني هذا التقدم أن «قوات سورية الديموقراطية» باتت تسيطر الآن على ثلاثة سدود رئيسية على نهر الفرات بعد أن سيطرت على أكبر سد في سورية الشهر الماضي. وتقدمت «قوات سورية الديموقراطية» خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مسافة بضعة كيلومترات من الرقة وواجهت مقاومة عنيفة من مقاتلي «داعش». وأدى القتال منذ أواخر العام الماضي إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان وفقاً لمصادر من الأممالمتحدة وفر العديد منهم إلى مخيمات في المنطقة. وكان نوري محمود قال أول من أمس إن من المقرر أن تبدأ عملية اجتياح المدينة خلال بضعة أيام. وسيشكل الهجوم على الرقة ضغطاً إضافياً على التنظيم الذي يواجه الهزيمة في مدينة الموصل العراقية ويتراجع في العديد من مناطق سورية. وما زال التنظيم يسيطر على مساحات كبيرة من المنطقة الشرقية الصحراوية في سورية على الحدود مع العراق وأغلب محافظة دير الزور التي ستصبح أكبر معقل متبق له في سورية بعد أن يخسر الرقة. وقالت مصادر محلية، إن «قوات سورية الديموقراطية» سيطرت على بلدتي البارودة وهنيدة (30 كم غرب مدينة الرقة)، بعد معارك مع تنظيم داعش، فيما تحاول السيطرة على قرية أبو قبيغ الغربي. وتأتي السيطرة على السد والبلدتين، بعد يوم من السيطرة على بلدة المنصورة الاستراتيجية المجاورة له (26 كم غرب الرقة)، عقب يومين من المعارك مع التنظيم في إطار حملة «غضب الفرات»، المدعومة من التحالف الدولي. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» سيطرت، في أيار (مايو) الماضي على سد الفرات الاستراتيجي المجاور لمدينة الطبقة (55 كم غرب الرقة) بعد إحكامها السيطرة على أحياء المدينة، ثاني أكبر معاقل التنظيم في المحافظة. في موازاة ذلك، قالت وسائل إعلام حكومية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات النظامية وقوات متحالفة معها انتزعوا السيطرة على مدينة مسكنة، آخر بلدة كبيرة يسيطر عليها تنظيم داعش في حلب أمس. وقال مصدر عسكري سوري إن «الجيش أعاد الأمن والاستقرار لبلدة مسكنة ومواقع محيطة بها». استعادت القوات الحكومية كذلك مولدات كهرباء ضخمة تزود محطة ضخ مياه بالكهرباء. وكانت القوات النظامية استعادت محطة المياه من التنظيم في آذار (مارس). ويتحصن عناصر «داعش» في مناطق صحراوية في الطرف الجنوبي الشرقي من حلب وهو مكان تواجدهم الوحيد في المحافظة. وتسيطر القوات النظامية على مدينة حلب وأغلب مناطق شرق المحافظة في حين تسيطر الجماعات المعارضة على مساحات في الغرب. ومازال عناصر «داعش» يسيطرون على أجزاء من الصحراء الشرقية السورية وأغلب محافظة دير الزور على الحدود مع العراق لكنهم يتراجعون منذ العام الماضي. وتمكنت القوات النظامية بمساعدة القوة الجوية الروسية ومقاتلين تدعمهم إيران من تكثيف هجماتها على داعش في ريف حلب. وقالت القوات النظامية إنها سيطرت على منطقة جبلية من تنظيم داعش شرق الطريق الواصل بين دمشق وحلب، وهو شريان رئيسي للقوات النظامية التي كثيراً ما تعرضت لهجمات التنظيم. من ناحيته، أفاد «المرصد السوري» بأن قوات النظام بقيادة مجموعات النمر التي يقودها العميد في قوات النظام سهيل الحسن بدعم من المسلحين الموالين لها وقوات النخبة في حزب الله اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، تمكنوا من تحقيق مزيد من التقدم في أقصى الريف الشرقي لحلب، ونجحوا في الوصول إلى الحدود الإدارية لريف حلب الشرقي مع محافظة الرقة، حيث شوهدت قوات النظام على الضفاف الجنوبية الغربية لنهر الفرات عند بحيرة الفرات المعروف سابقاً ب «بحيرة الأسد»، وعلى الأوتوستراد الدولي الواصل بين مسكنة وشرق سورية على بعد مئات الأمتار غرب قرية دبسي فرج على الحدود الإدارية للرقة مع حلب، لينحصر بذلك وجود تنظيم داعش في المنطقة الواقعة بين البوعاصي وفخيخة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الغربي. وجاء الوصول إلى الحدود الإدارية لحلب مع محافظة الرقة، بعد سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية على نقاط استراتيجية وتطويق داعش من كل جانب، ما أجبر عناصر التنظيم على الانسحاب نحو مناطق سيطرته المتبقية في أقصى ريف حلب الشرقي وفي أقصى الريف الغربي للرقة. وجاء هذا التقدم بعد أن تمكن تنظيم داعش من طرد قوات النظام في ال20 من حزيران (يونيو) من العام الفائت 2016، عقب 15 يوماً من دخولها الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، قادمة من منطقة أثريا بريف السلمية الشمالي الشرقي. وعلم «المرصد السوري» حينها، أن عناصر تنظيم داعش نفذوا هجوماً عنيفاً على تمركزات وتقدمات قوات النظام وصقور الصحراء والمسلحين الموالين لها في منطقة مفرق الطبقة– الرصافة– أثريا ومحيطها بريف الطبقة الجنوبي والجنوبي الغربي، وأجبروا قوات النظام على الانسحاب من محافظة الرقة، إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة حماة، وباتت قوات النظام على مسافة نحو 40 كلم من مطار الطبقة، بعد تمكنها من الوصول قبل ذلك بيومين إلى مسافة 7 كلم من المطار. وترافق هجوم التنظيم على المنطقة حينها، مع قصف عنيف ومكثف واستهداف تجمعات وتمركزات قوات النظام بعربات مفخخة، وتسبب هذا القتال العنيف بمقتل نحو 100 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إضافة إلى مقتل نحو 130 من عناصر تنظيم داعش خلال القصف والمعارك بين الثاني من حزيران (يونيو) وال20 من الشهر ذاته من العام الفائت 2016.