قال نصر الله في خطابه المتلفز : «لا توجد مقاومة في التاريخ تحظى بإجماع وطني. والمقاومة في لبنان منذ البداية لم يكن عليها اجماع وطني، لذلك هي لم تفقد الاجماع الوطني لأن الانسان لا يفقد شيئاً معدوماً. الآن يقول البعض إن المقاومة فقدت الاجماع الوطني، فهل كان هناك اجماع وطني حين انطلقت؟ هناك قوى سياسية لم يصدر منها بيان تعاطف مع المقاومة. لم يكن هناك اجماع وطني، علماً أن الأفضل وجوده، لكن كان هناك احتضان شعبي كبير». وزاد نصرالله: «هذه المقاومة التي شاركتم في تأسيسها وانطلاقها وتضحياتها وتحدياتها، هي اليوم أمام تحديات جديدة كبيرة وخطيرة وهذا يحملنا جميعاً مسؤوليات جسيمة»، شارحاً ما واجهته المقاومة بعد «انتصارها عام 2000 اذ اعتمد الصهاينة استراتيجية جديدة أعلنها مرات عدة وزير الخارجية السابق سليفان شالوم بقوله: سنعمل من أجل ان نضع المجتمع الدولي كله في مقابل «حزب الله» وسنعمل على إصدار قرارات دولية لإنهائه وسنعمل على تكريسه لدى المجتمع الدولي وكل دول العالم كمنظمة إرهابية وبالفعل بذل الصهاينة جهوداً كبيرة فاستجابت دول ورفضت دول ودول تريثت... حتى قال شالوم إن إسرائيل صنعت القرار 1559 في مجلس الأمن الدولي». وتابع: «قد يكون لبعض اللبنانيين من حيث يعرفون أو لا يعرفون، مساهمة في إصداره تقاطعت مصالح خارجية وداخلية أدت إلى القرار 1559، لكن شالوم يعترف بأنه (القرار) صنع اسرائيلي ووضع المقاومة تحت الضغط». وأشار نصرالله إلى أنه كان يردد في الحوارات أن «اذهبوا وعالجوا هموم الناس وقووا الجيش ولاحقاً تحدثوا في سلاح المقاومة، وعندها ستجدون الناس معكم ضدّنا، لكن يبدو أن البرنامج لم يعطَ وقتاً طويلاً وسمعنا في الأيام الماضية عن تعهد بحل موضوع السلاح. أما نحن فدعونا إلى حوار وطرحنا عبارة الاستراتيجية الدفاعية، لكنا كنا نشعر طوال السنوات الماضية بان البعض ليس لهم همّ كيف نحرر لبنان والاسرى ومواجهة التهديدات الاسرائيلية، بل كيف نأخذ السلاح من يد المقاومة». واعتبر أن «هذه العقلية جعلت لبنان مستباحاً طوال عقود من الزمن، عقلية عدم الإجابة عن سؤال كيف نحمي لبنان وشبعه ومياهه، وكان الجواب قوة لبنان في ضعفه وكانت الاحتلالات والاستضعافات حتى سخر منا الإسرائيليون إذ قال رئيس أركان جيشهم عام 67 أن لبنان تكفيه فرقة موسيقية... والذي جعل لبنان هو المعادلة الأقوى في الصراع الآن، وجعله لا يخاف ولديه استعداد حقيقي ليواجه مئة فرقة وكل الجيش الاسرائيلي هو أنتم ومقاومتكم، وليس منطق الضعف والوهن ومنطق النعامة التي تدس رأسها في التراب». وزاد: «دائماً كنا نقول ابنوا دولة قوية قادرة وجيشاً يستطيع ان يحمي البلد ونحن سنرتاح، لكن من هو مستعد لتمويل الجيش وتسليحه؟ بعد كل التجارب نعرف أن أميركا والغرب والغالبية الساحقة من دول العالم والدول العربية غير مستعدة لتسليح الجيش في مقابل اسرائيل. أما القول أنهم يخافون ان يصل السلاح الى المقاومة فهذه مزحة. المقاومة التي تعهدت بتدمير الفرق الاسرائيلية في الجنوب ليست في حاجة الى سلاح تعطيه أميركا للبنان. السبب الحقيقي أن أميركا لا تقبل ان تعطي الجيش اللبناني سلاحاً يقاتل به اسرائيل وكذلك الدول الاخرى، حتى طائرات «ميغ 29» العشرة التي أعلنت الحكومة الروسية مشكورة، تقديمها إلى الجيش فلا تقدم ولا تؤخر في المعادلة. من يرد جيشاً قوياً يحضر له دفاعاً جوياً، سلاحاً مضاداً للدروع وصواريخ بعيدة المدى، أما غير ذلك فهذا لا يعني شيئاً». وسأل نصرالله: «هل طلبت الحكومة اللبنانية على سبيل المثال من الاخوة في سورية، سلاحاً وصواريخ وامكانات وبخلت سورية على لبنان، لا». وتابع: «قيل عن زيارة الرئيس ميشال سليمان لإيران وأنا واكبتها، ايران لم تعرض سلاحاً على لبنان ولن تعرض هي ابتداء لكن حتى هذه اللحظة لم يطلب لبنان سلاحاً من ايران. هي لا تعرض والرئيس نجاد يتعرض لنقد، لكن لو طلب فايران حاضرة. لو عرضت فثمة من سيقول إنها تريد أن تورط لبنان بحرب وأن تزجه في المحور السوري - الايراني، لذا لا ينتظر أحد منها أن تعرض، لكن حين تذهب أي حكومة الى ايران وتقول لا احد يسلحنا سلاحاً مفيداً سنرى ماذا تفعل إيران»، مستخفاً بما اعلنه بايدن عن تقديم الولاياتالمتحدة عدد من الدبابات والشاحنات، قائلاً: «ماذا تنفع».