قلب المنتخب السوري التوقعات، بعدما تغلب على نظيره السعودي بهدفين في مقابل هدف في المباراة، التي جمعتهما مساء أمس على ملعب نادي الريان القطري، ونجح المهاجم السوري عبدالرزاق الحسين في تسجيل هدفي منتخب بلاده على مدار الشوطين، فيما سجل تيسير الجاسم هدف السعودية الوحيد. ساد الحذر والتوجس مجريات الدقائق الأولى من الشوط الأول وركز مدربا المنتخبين بيسيرو وتيتا على الأداء الهادئ والتمرير البطيء كجس نبض للجانبين، فضلاً عن تكتل اللاعبين في منطقة الوسط، ليطغى التمرير غير المتقن، ما غيب جمالية الأداء في هذا الشوط. وخلت الدقائق العشر الأولى من فرص حقيقية باستثناء التمريرة الذهبية التي سنحت للمهاجم السعودي ياسر القحطاني داخل منطقة الجزاء لم يحسن التعامل معها (8)، مع محاولات هجومية خجولة من المنتخب السوري غير فاعلة عن طريق وائل عيان. استمر بعدها الأداء بطريقة متشابهة من الطرفين، إذ عمدا إلى التراجع إلى ملعبهم في حال تسلم إحداهما الكرة في إشارة إلى أنهما يلعبان بتحفظ، وكاد المنتخب السعودي يسجل هدف السبق عبر ياسر القحطاني إثر تلقيه تمريرة مشعل السعيد لولا تدخل المدافع السوري فارس إسماعيل في الوقت المناسب (19). وأهدر المهاجم ناصر الشمراني فرصة هدف سعودي أول بعدما مرر عبده عطيف كرة رائعة ليضع الشمراني أمام حارس مرمى سورية مصعب بلحوس إلا أنه نفذ الكرة بجانب القائم الأيمن (25)، وأنقذ الحارس السعودي مرماه من هدف مماثل عندما صوب الزينو كرة من خارج منطقة الجزاء (29). كان للفرصتين إسهام في رفع المستوى الفني للشوط، وبدأ المنتخبان في التخلي عن الإغلاق المبالغ فيه واللعب بأداء مفتوح إلى حد كبير لتسنح لهما فرص متبادلة عدة، وعلى رغم الاستحواذ السعودي على الكرة في منتصف الميدان إلا أن لاعبي سورية كانوا الأخطر في محاولاتهم. ونجح اللاعب السوري عبدالرزاق الحسين في تسجيل هدف السبق لمنتخب بلاده بعد أن قاد وائل عيان هجمة من الجهة اليمنى ليرسل كرة عرضية أبعدها أسامة هوساوي لتجد الحسين على رأس منطقة الجزاء ليصوب الكرة وتسكن شباك وليد عبدالله بعد أن غير عبدالله شهيل مسارها برأسه (39)، وتبادل المنتخبان السجال وسنحت فرصتان في الدقائق الخمس الأخيرة للمنتخبين عن طريق عبدالقادر دكة وعبدالله الشهيل لكنهما لم تصلا إلى الشباك. وفي مستهل الشوط الثاني، زج المدير الفني للمنتخب السعودي بسيرو بلاعب الوسط تيسير الجاسم عوضاً عن عبده عطيف، وفي وقت ظن فيه المتابعون أن تكون البداية سعودية بحثاً عن التعديل غير أن المنتخب السوري واصل أداءه الهجومي وكاد أن يضيف الهدف الثاني عن طريق جهاد الحسين إلا أن الهوساوي ابعد الكرة إلى رمية جانبية، ولكن سرعان ما أعاد لاعبو «الأخضر» توازنهم بعد مرور خمس دقائق ليسيطروا ويشنوا عدداً من الهجمات، فيما لم يركن لاعبو سورية لهدف تقدمهم وظهروا بأداء متوازن ومنظم في الصفوف ليكن الأخطر من حيث الشق الهجومي وأضاع نديم صباغ فرصة هدف ثان (55). وأشرك المنتخب السعودي مهاجمه نايف هزازي بدلاً من ناصر الشمراني، وتمكن البديل تيسير الجاسم من إدراك التعادل من رأسية عقب تنفيذ أبو شقير ركلة زاوية لم يحسن الحارس السوري بلحوس إبعادها (59). ولم يدم الفرح السعودي بالتعادل طويلاً بعد أن نجح في تعزيز هدفه بآخر بعد أن نظموا هجمة واستغلوا ضعف الرقابة وغياب التنظيم في المنتخب السعودي لينجح عبدالرزاق الحسين من إضافة الهدف الثاني (62)، واستنفد بسيرو تغييراته بإشراك نواف العابد بدلاً عن أبوشقير، وكثف هجماته لكن تماسك الدفاع السوري وتألق حارسهم وقف أمام الهجمات السعودية.