لوحظ أن بيان الجيش الأردني الصادر مساء السبت في خصوص الغارت التي شنتها المقاتلات الأردنية على جنوب سورية لم يحدد بدقة المواقع التي جرى استهدافها، غير أن خبراء قالوا إنها على الأرجح مناطق سيطرة فصيل «جيش خالد بن الوليد» الذي ينشط في حوض اليرموك ويتألف من عناصر بايعت تنظيم «داعش» الإرهابي. يُذكر أن آخر عمليات نفّذها سلاح الجو الأردني ضد «داعش» في عمق الأراضي السورية كانت في شباط (فبراير) عام 2015 بعد أيام قليلة من إعلان التنظيم الإرهابي حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي سقطت طائرته قرب مدينة الرقة. وتزامنت الغارات على «داعش» جنوب سورية مع مرور الذكرى الثانية على مقتل الكساسبة. وجاء في بيان الجيش الأردني: «دكت طائرات من سلاح الجو الملكي الأردني في ذكرى شهدائنا الذين قضوا في حربنا ضد الإرهاب، مساء الجمعة، أهدافاً مختلفة لعصابة داعش الإرهابية في الجنوب السوري، منها موقع عسكري كانت قد احتلته عصابة داعش المجرمة وكان يعود سابقاً للجيش السوري». وأضاف البيان: «قامت مقاتلات سلاح الجو الملكي بتدمير مستودعات للذخيرة ومستودع لتعديل وتفخيخ الآليات وثكنات لأفراد من عصابة داعش الإرهابية المجرمة باستخدام طائرات من دون طيار وقنابل موجهة ذكية». ووفق البيان الأردني، أسفرت الضربات عن مقتل وإصابة عدد من عناصر «داعش» وتدمير آليات تابعة للتنظيم. وأُرفق بيان الجيش بشريط فيديو يُظهر الأهداف التي دمرها سلاح الجو الأردني خلال الغارات. ويشار إلى أن الأردن يشارك في التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولاياتالمتحدة، والذي يشن هجمات على التنظيم في سورية والعراق. وقال قائد حرس الحدود الأردني العميد سامي الكفاوين، في تصريحات أدلى بها أخيراً، إن الجيش الأردني عزز من وجوده على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية، تحسباً لفرار «إرهابيي داعش من سورية والعراق». وأضاف أنه يتوقع أن يشق بعض عناصر التنظيم طريقهم إلى الحدود الأردنية، مع اشتداد الضربات ضدهم في سورية والعراق. وأوضح أن التقارير الاستخباراتية المتوافرة تفيد باحتمال بدء موجة نزوح جديدة ودفع للإرهابيين فى اتجاه جنوب سورية، مؤكدا أن الجيش الأردني على أهبة الاستعداد للتعامل مع الأخطار كافة التي قد تشهدها الحدود نتيجة انطلاق معركة تحرير مدينة الرقة، معقل «داعش» في شمال شرقي سورية. ويعتبر الأردن أن مخيم الرقبان المحاذي للحدود الأردنية - السورية مصدر خطر أمني، حيث شهد تفجيرات سابقة عدة وقعت في المخيم الذي يقطنه أكثر من 100 ألف لاجىء سوري، وكان اعنفها التفجير الانتحاري الذي وقع في تموز (يوليو) من العام الماضي في الجانب الأردني من المخيم. وأسفر ذلك التفجير الذي تبناه «داعش» عن مقتل 7 عسكريين أردنيين. وأدلى قائد الجيش الأردني الفريق محمود فريحات بتصريحات غير مسبوقة قبل نحو شهر عبّر فيها عن مخاوفه من ارسال مقاتلين لتنفيذ عمليات داخل المملكة، مؤكداً أن الخطر المتوقع من مخيمي الرقبان والحدلات الذي يتواجد فيه نحو 100 الف من اللاجئين أتوا من مناطق يسيطر عليها «داعش» الذي لديه «خلايا نائمة» داخل المخيم يمكن أن تشكّل قاعدة انطلاق لهجمات على وحدات حرس الحدود على الجانب الأردني من الحدود. وكشف فريحات في تصريحاته عن محاولة الأردن نقل مخيم الرقبان «طواعية» وليس «كرهاً» ليبعد عن الحدود نحو 4 - 5 كيلومترات تجنباً لوقوع هجمات ارهابية، متجاوزاً الانتقادت التي تطاول بلاده بسبب اللاجئين العالقين في منطقة الرقبان بعد اغلاق المملكة حدودها في أعقاب استهداف وحدة مراقبة متقدمة في الموقع.