كييف – أ ف ب، رويترز - في أول تقدم لمحاولات تقريب المواقف بين الروس والأوروبيين، أدى إلى رفع أسهم السوق الروسية بنسبة 3 في المئة، دعا الرئيس فلاديمير بوتين بعد استقباله رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبية السويسري ديدييه بوركهالتر في موسكو أمس، الانفصاليين الموالين لبلاده في شرق أوكرانيا إلى تأجيل الاستفتاء المقرر الأحد على الاستقلال، معلناً سحب قوات روسية من حدود أوكرانيا، وهو ما لم يرصده الحلف الأطلسي (ناتو)، وفق ما صرح مسؤول عسكري فيه (للمزيد). ورد الانفصاليون في مدينة دونيتسك بأنهم سيدرسون دعوة الرئيس بوتين لتأجيل الاستفتاء خلال اجتماع «جمعية الشعب» اليوم، وقال زعيمهم دينيس بوشيلين: «نكنّ كل الاحترام للرئيس بوتين. إذا كان يرى ذلك ضرورياً سنبحثه بالطبع»، علماً بأن بوركهالتر أكد استعداد المنظمة الأوروبية للمساعدة في تنفيذ خطة وطنية لنزع السلاح «يقبلها الجميع في أوكرانيا، مع تشكيل صندوق خاص لتمويلها». ورحب بوتين بإفراج السلطات الأوكرانية عن أحد رموز الانفصاليين في دونيتسك، بافيل غوباريف، الذي أطلق في عملية لتبادل محتجزين بين السلطات والمحتجين في الشرق، داعياً كييف إلى إطلاق جميع السجناء السياسيين. كما خفف انتقاداته لخطط الحكومة الانتقالية الأوكرانية بإجراء انتخابات رئاسية في 25 أيار (مايو) المقبل، ووصفها بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح»، مستدركاً أنها «لن تسفر عن نتائج إذا لم يدرك جميع مواطني أوكرانيا أن حقوقهم مضمونة، ما يجعل الحوار المباشر بين كييف والانفصاليين شرطاً رئيساً لحل الأزمة». وشدد على ضرورة توفير ظروف ملائمة لإنجاح الحوار «أهمها وقف كل أشكال العنف»، في إشارة إلى العملية العسكرية التي تنفذها كييف شرق أوكرانيا، فيما أعلن بوركهالتر إعداد «خريطة طريق تتضمن خطوات محددة لحل الأزمة» ستُقترح على الأطراف الأربعة التي وقعت اتفاق جنيف منتصف نيسان (أبريل) الماضي والذي لم يبصر النور. وكشف بوركهالتر عن أن «الخطوط العامة لخريطة الطريق بحثت خلال الاجتماع السنوي لمجلس أوروبا في فيينا أول من امس، وتتضمن أربعة بنود هي وقف النار، وخطوات لتهدئة الاحتقان، وإطلاق حوار، وتنظيم انتخابات رئاسية». وفي رد ساخر على أنباء عن تقديم واشنطن أسلاكاً شائكة ومناظير إلى حرس الحدود الأوكراني، اقترح نائب رئيس الحكومة الروسية ديميتري روغوزين، إهداء واشنطن سلطات كييف تليسكوباً ل «رصد آفاق أوكرانيا ومستقبلها في حضن أوروبا». وأصاف: «نفهم أن الأسلاك الشائكة تعزز الديموقراطية والوحدة الوطنية لأوكرانيا، لكن ما نفع المناظير؟».