بدأ أمس تنفيذ اتفاق إجلاء مقاتلي المعارضة السورية من مدينة حمص، «عاصمة الثورة» في وسط البلاد، بعد دفاع وصف بأنه «اسطوري» دام أكثر من سنة في مواجهة هجمات النظام. وفي المقابل أفرجت المعارضة عن أسرى ومخطوفين من العسكريين والمدنيين الموالين للنظام وبينهم إيرانية في محافظتي حلب واللاذقية. لكن أحد بنود الاتفاق عرقلته «جبهة النصرة» كما يبدو، إذ اتهمها النظام بمنع قافلة مساعدات من دخول بلدتي نبّل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين في ريف حلب. (للمزيد) وجاء بدء تنفيذ الاتفاق في وقت أكدت مصادر في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ل «الحياة» في واشنطن أنه ما زال هناك «تردد أميركي في تقديم صواريخ مضادة للطائرات للجيش الحر» وأن زيارة رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا للعاصمة الأميركية «تهدف بالدرجة الأولى إلى «تأسيس المناخ وبناء الثقة مع الادارة الأميركية». وقالت المصادر عشية لقاء الجربا ووزير الخارجية جون كيري، وقبل أيام من لقائه الرئيس باراك أوباما، إن الزيارة هي لتأسيس «علاقة عمل مع الجانب الأميركي وبناء الثقة بأن لديهم شريكاً في سورية». وتحدثت المصادر عن «تردد مستمر من الإدارة في تقديم سلاح مضاد للطائرات للمعارضة ولأسباب وجيهة ترتبط بالقاعدة». وأضافت المصادر أن «الفيتو (على الصواريخ المضادة للطائرات) ليس فقط أميركياً بل هو دولي». وتوقعت «تصعيداً تدريجياً للمساعدات المسلحة التي يمكن ايصالها للجيش الحر في ظل اختبار لطريقة استخدام هذه المساعدات» خشية وقوعها في أيدي مسلحين متشددين. وفي هذا الإطار، أكد الجربا في خطاب من «معهد السلام الأميركي» في واشنطن أن نظام السوري يتلقى سلاحاً إيرانياً وروسياً. ووصف «حزب الله» ب «الارهابي» واعتبر أن النظام «يتعاون مع داعش» (الدولة الاسلامية في العراق والشام). وقال الجربا في خطاب قوي اللهجة إن النظام يتلقى سلاحاً اليوم عبر صفقات مع روسيا، و «سلاحا ايرانيا عبر الأجواء العراقية ومطار بيروت». وأكد أن النظام يتعاون مع داعش وهي لا تقاتله» وأن الأميركيين «يعرفون أنه صدّر القاعدة للعراق». وشدد على أن الهدف اليوم هو اعادة احياء الحل السياسي من خلال تغيير موازين القوى على الأرض، وتزويد الجيش الحر بسلاح نوعي. والتقى الجربا أمس بقيادات في الكونغرس على أن يجتمع اليوم بكيري قبل توجهه للبيت الأبيض الأسبوع المقبل للاجتماع بأوباما. وعلى صعيد اتفاق حمص، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مساء أمس أنه «ارتفع إلى 45، عدد الذين أفرج عنهم من المختطفين لدى الكتائب الإسلامية في محافظتي حلب واللاذقية»، في مقابل سماح النظام بخروج الثوار من حمص, وأوضح أنه «تم الإفراج عن الدفعة الأولى المكونة من 15 مختطفاً بالتزامن مع تهجير الدفعة الأولى من مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من أحياء حمص القديمة، نحو ريف حمص الشمالي». واضاف: «أفرج بالتزامن مع خروج الدفعة الثانية من مقاتلي الكتائب من حمص القديمة، عن الدفعة الثانية من المختطفين لدى الكتائب الإسلامية بريف اللاذقية، وهم 12 طفلاً و3 مواطنات، من سكان قرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف اللاذقية الشمالي، كانت قد اختطفتهم الكتائب الإسلامية والدولة الإسلامية في العراق والشام في شهر آب (أغسطس) 2013، ومع وصول الدفعة الثالثة من مقاتلي الكتائب من حمص القديمة إلى الريف الشمالي، تم الإفراج عن دفعة جديدة في مدينة حلب تتألف من 14 عنصراً من قوات النظام بينهم ضابطان بالإضافة لمواطنة من الجنسية الإيرانية». وأوضح «أن عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة الذين هجروا من احياء حمص القديمة، وصل إلى 600، من بينهم نحو 15 جريحاً وصلوا إلى الريف الشمالي على ثلاث دفعات، كما أنه من المتوقع الإفراج عن دفعة جديدة من الذين اختطفوا من المدنيين في ريف اللاذقية الشمالي في آب (أغسطس) من العام الفائت من قبل الكتائب الإسلامية والدولة الإسلامية في العراق والشام، في حين توقفت اليوم (أمس) عمليات إخراج مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من أحياء حمص القديمة إلى الريف الشمالي، على أن تستأنف صباح الخميس». وفي نيويورك، يبحث مجلس الأمن اليوم في ملف «الكيماوي» السوري، في وقت قال ديبلوماسيون إن الموفد الدولي لسورية الأخضر الإبراهيمي «باق في منصبه» حتى الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من الشهر المقبل، ما يعني أنه لن يستقيل قبل ذلك التاريخ. وأكد ديبلوماسي مطلع أن إسماً عربياً جديداً أضيف الى لائحة المرشحين لخلافة الإبراهيمي، هو الجزائري سعيد جينيت، الذي يشغل حالياً منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لغرب أفريقيا. وبرز إسم جينيت بعدما أفُلت حظوظ وزير الخارجية التونسي السابق كمال مرجان في تولي مهمة الإبراهيمي بعد استقالته. ويفضل الإبراهيمي تسليم منصبه الى شخصية عربية، وفق عدد من الديبلوماسيين في مجلس الأمن.