سمحت الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة بتوزيع صحيفة «القدس» المقدسية أمس، للمرة الأولى منذ سبع سنوات في قطاع غزة، في بادرة إيجابية تجاه حركة «فتح» في إطار اتفاق المصالحة الذي أبرم بينهما الشهر الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد يومين من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة «فتح» بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في الدوحة في أول محادثات بينهما منذ أن اتفق الطرفان على تشكيل حكومة توافق وإجراء انتخابات. وكان كل جانب يحظر الصحف التي تنشر لدى الجانب الآخر منذ فوز حماس في الانتخابات التي جرت عام 2006 واقتتال الجانبين في العام التالي الذي انتهى بسيطرة حماس على قطاع غزة وبقاء فتح في مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة. وشعر الصحافيون والمواطنون الفلسطينيون بالفرحة لعودة الصحيفة إلى القطاع، ووصفوها بأنها «خطوة إيجابية». ورحبت نقابة الصحافيين في بيان بتوزيع الصحيفة، واعتبرتها «خطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح»، مطالبة ب «السماح بتوزيع باقي الصحف والمطبوعات التي تصدر في الضفة الغربية». كما رحبت النقابة «بقرار الرئيس عباس بالسماح بتوزيع الصحف التي تصدر في القطاع في الضفة الغربية»، ودعت إلى «وضع القرار موضع التنفيذ بأسرع وقت». وقالت مصادر في مكتب صحيفة «الأيام» في غزة ل «الحياة»، إن هناك وعود من رئيس حكومة «حماس» إسماعيل هنية ب «السماح» للصحيفة بالتوزيع في غزة اعتباراً من اليوم أو غداً على أبعد تقدير. وطالب صحافيون غزيون خلال حلقة نقاش نظمها المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية في مدينة غزة أمس، ب «مصالحة إعلامية وإعادة توحيد نقابة الصحافيين من خلال انتخابات حرة ونزيهة على قاعدة الشراكة ومن دون أي تمييز، وإطلاق الحريات العامة، والسماح بتوزيع الصحف، وفتح المكاتب الإعلامية المغلقة في الضفة وغزة». وقال (رويترز) إيهاب الغصين المتحدث باسم حكومة «حماس» في غزة: «نحن نتخذ خطوات تهدف إلى إنهاء حقبة الانقسام البغيض، وبهدف دفع عملية المصالحة إلى الأمام». وحض «السلطة الفلسطينية «على اتخاذ خطوات مماثلة في الضفة الغربية».