توقع محللون أن تطرأ تغيرات على شكل العلاقة بين مصر وحركة "حماس" التي تسيطر على غزة من بينها تسهيلات انسانية واقتصادية في معبر رفح الحدودي مع ضمان امن الحدود بين مصر والقطاع. ويؤكد استاذ العلوم السياسية والتاريخ وليد المدلل ان يكون الوضع الجديد في مصر "ايجابيا" لحركة "حماس" وللقضية الفلسطينية. وقال المدلل وهو محاضر في الجامعة الاسلامية بغزة انه يتوقع "تقاربا اكبر" مع حماس، موضحا ان المصريين يشعرون "بعقدة ذنب تجاه ذبح قضيتهم" على مدى ثلاثة عقود من قبل الرئيس المتنحي.واضاف ان "نظام مبارك كان جزءا من مشكلة ابقاء الانقسام بانحيازه لرئيس السلطة محمود عباس". ومن شأن دخول الاخوان المسلمين التي خرجت حركة "حماس" من رحمها، في المشهد السياسي المصري ان "يخدم شرعية حماس" كما يتوقع المدلل الذي يتوقع ان يكون للجماعة "حضور كبير" في حال مشاركتها في الانتخابات القادمة بمصر. ولم تخف حركة "حماس" التي سيرت تظاهرات احتفالية في غزة مساء الجمعة وصباح السبت ارتياحها لتنحي الرئيس المصري حسني مبارك. فقد سارع اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة والقيادي البارز في "حماس" بمهاتفة المرشد العام للجماعة محمد بديع وتهنئته بنجاح "الثورة"، على ما اعلن المتحدث باسم حكومته طاهر النونو. من جهته، يرى البروفيسور ناجي شراب ان "تغيرا قد يطرأ على نوع العلاقة بين حماس كجهة تدير غزة ومصر، مستبعدا ان يدفع النظام المصري باتجاه "تعميق الانقسام الفلسطيني". وقال شراب لفرانس برس ان العلاقة ستأخذ "بعدا امنيا بضمان حدود آمنة مع مصر وانسانيا بتسهيلات اكبر على حركة دخول الناس على المعبر واقتصاديا بتسهيلات على حركة البضائع لغزة". واضاف ان "النظام المصري لن يسمح باستمرار الانقسام كي لا تصبح حماس قوة مستقلة في غزة واعتقد لن يسعى لاغضاب اسرائيل والمجتمع الدولي". لكن شراب استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة يعتقد ان الموافقة على استمرار حكم حماس "مستبعد في المرحلة المقبلة". ويشير الى ان مصر ستبقى "قلقة من امتداد حماس وتواصلها بالاخوان لذا ستعمل على انهاء الانقسام في مرحلة مقبلة لا سيما ان اولويات مصر هي الوضع الامني والتمنية الاقتصادية وترتيب البيت المصري". ويوافق المدلل على ان ثمة تسهيلات ستدخلها مصر على حركة التنقل في معبر رفح، لكنه يرى انه اذا حصل اعتراف من الحكومة المصرية القادمة بنتائج الانتخابات الفلسطينية التي حققت فيها "حماس" نجاحا ساحقا "فستشهد العلاقة تغييرا كبيرا لصالح القضية الفلسطينية وحماس". وهو يتوقع ان تعمل مصر على استعادة دورها التاريخي في القضايا العربية والاسلامية. ويرى شراب ان استعادة هذا الدور الدولي الاقليمي والدولي يتم عبر "بوابة القضية الفلسطينية اي بانهاء الانقسام وتعزيز عملية السلام". وتعول حركة "حماس" على دور اكبر لمصر في انهاء الحصار المفروض منذ عدة سنوات على القطاع. وقال هنية ان الحصار الاسرائيلي على غزة بدأ "يترنح". لكن شراب يقول "لا يمكن لمصر ان تتخلى عن معاهدات السلام مع (اسرائيل) او ان تعود للحرب" معتبرا انه "على حماس التفكير باتجاه ضبط الحدود وخفض توقعاتها. وقال "لن تكون علاقة مصر بغزة على حساب العلاقة مع السلطة الفلسطينية ومصر تتعامل مع غزة انها لا تزال تحت الاحتلال". ويعول احمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي والقيادي في "حماس" على الوضع الجديد في مصر. وقال ان "الانتصار التاريخي للثورة المصرية هو بداية لمرحلة جديدة من الصعود الفلسطيني والعربي والاسلامي والانتكاس الصهيوني الاميركي في المنطقة". ويتوقع استاذ العلوم السياسية والاجتماع مخيمر ابو سعدة ان تلعب مصر المقبلة "دورا متوازنا مع حماس وفتح في ملف المصالحة". ومع تأكيده ان مصر "لن تقدم على تغييرات جذرية دراماتيكية لكن مجرد حصول انتخابات حرة نزيهة سيحصل الاخوان فيه على 30 بالمئة على الاقل من مقاعد مجلس الشعب وستكون نتائجها ايجابية لحماس والقضية الفلسطينية". وتابع ان "هذا التغيير سيضع حداً لغطرسة (اسرائيل) لما تقوم به من عدوان وامتهان لكرامة العرب والفلسطينيين لكن مصر لن تقع في الفخ الاسرائيلي بان تصبح غزة مشكلة مصرية". ولليوم الثالث على التوالي نظم الفلسطينيون في مناطق مختلفة في قطاع غزة تظاهرات احتفالا بتنحي مبارك.