ارتفعت وتيرة التوتر على المثلث الحدودي بين سورية والعراقوالأردن مع تحذير قوات «التحالف الدولي» القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها من التقدم صوب معبر التنف الحدودي، معتبرة ذلك «عملاً عدائياً». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن التصعيد دفع القوات النظامية السورية إلى أن «تراوح مكانها» وتوقف تقدمها في البادية. لكن في موازاة ذلك، استعادت هذه القوات الحكومية سيطرتها على أحياء دمشقالشرقية باستثناء حي جوبر وذلك بعدما غادرت الدفعة الرابعة والأخيرة من عناصر المعارضة وعوائلهم حي برزة أمس متجهين إلى محافظة إدلب أو جرابلس في شمال حلب. وبذلك يخضع حي برزة ومنطقتا القابون وتشرين المجاورتان له في شمال شرقي دمشق لسيطرة الحكومة السورية ما يمنحها سيطرة شبه كاملة على العاصمة للمرة الأولى منذ عام 2013. ويصل إلى موسكو اليوم ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين تتناول العلاقات السعودية- الروسية وملفات ثنائية عدة على رأسها ملف الأزمة السورية (للمزيد). وألقت طائرات التحالف الدولي في الساعات الماضية منشورات على مناطق تواجد القوات النظامية في منطقة ظاظا ومنطقة الشحمي على الطريق الواصل بين مثلث تدمر– بغداد–الأردن ومعبر التنف الحدودي مع العراق، وجاء فيها أن أي تقدم للقوات النظامية السورية نحو التنف سيكون «عملاً عدائياً». وأفاد «المرصد السوري» بأن القوات النظامية «تراوح مكانها» في محيط منطقة العليانية بالريف الجنوبي الشرقي لحمص، بعدما تمكنت من السيطرة على قرى ومراكز سكنية صغيرة في محيط تقاطع ظاظا الاستراتيجي. وبحسب وسائل الإعلام السورية أصبحت القوات النظامية على بعد 30 كيلومتراً فقط من بلدة التنف التي تتمتع بأهمية إستراتيجية، فالسيطرة عليها تعني التحكم بطريق بغداد–دمشق، وفتح ممر بري لوصول إمدادات الأسلحة والذخيرة من العراق. وعلى بعد 20 كيلومتراً من هذه المنطقة إلى الجنوب الشرقي من سورية، تتمركز فصائل معارضة وقوات أميركية، في أحد أضخم معسكرات تدريب عناصر «الجيش السوري الحر». إلى ذلك، استعادت القوات النظامية سيطرتها على أحياء دمشقالشرقية باستثناء حي جوبر وذلك بعدما غادرت الدفعة الرابعة والأخيرة من عناصر المعارضة وعوائلهم حي برزة أمس. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن محافظ دمشق بشر الصبان أن آخر مجموعة من المسلحين وأشخاصاً آخرين أرادوا مغادرة حي برزة المحاصر في دمشق خرجوا بالفعل، ما يعني أن الحي بات خاضعاً لسيطرة الحكومة. وأضاف التلفزيون الحكومي أن نحو 1012 شخصاً، بينهم 455 مقاتلاً، غادروا برزة في موكب حافلات إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال سورية في إطار اتفاق بين الحكومة والمعارضة المسلحة. وفر أغلب سكان المنطقة التي كانت تعج بالحركة في السابق وكانت تستضيف نازحين من مناطق أخرى من سورية، خلال الشهرين الماضيين مع تصاعد العنف. وقال «المرصد» إن غالبية المغادرين ستتجه إلى محافظة إدلب، معقل المعارضة في شمال غربي سورية على الحدود مع تركيا، فيما سيتجه بعضهم إلى بلدة جرابلس التي تسيطر عليها فصائل معارضة تدعمها تركيا على الحدود الشمالية لسورية. إلى ذلك، قطعت «قوات سورية الديموقراطية» طريق الرصافة الاستراتيجي الذي يصل محافظتي حمص والرقة، والذي يعتبر خط الإمداد الأول ل «داعش» بين المحافظتين، وبذلك يضيق الخناق أكثر على التنظيم الذي تكثفت العمليات ضده في الأيام الأخيرة قبل بدء عملية عسكرية كبيرة متوقعه خلال أسابيع لطرده من الرقة. وقالت مصادر محلية لموقع «سمارت» الإخباري، إن طريق الرصافة الإستراتيجي تم قطعه بعدما تقدمت «سورية الديموقراطية» إلى منطقة الحراقات جنوب بلدة المنصورة (35 كيلومتراً جنوب غربي مدينة الرقة) التي يمر الطريق عبرها. وبذلك تقترب «سورية الديموقراطية» من عزل مدينة الرقة وريفها الجنوبي عن بقية مناطق سيطرة التنظيم بعدما قطعت سابقاً طريق الإمداد الرئيسي بين محافظتي الرقة ودير الزور. وقال ناشطون إن طائرات التحالف ألقت منشورات باللغة العربية على الرقة، تحض السكان على مغادرتها. وفي المنشورات تعليمات حول كيفية المغادرة، ودعوة إلى المواطنين لإبقاء خططهم سرية من «داعش» والخروج من دون أي أسلحة وحمل علم أبيض، إذا أمكن.