قتل الجيش الاسرائيلي أمس شاباً فلسطينياً أثناء عبوره حاجزاً عسكرياً في الأغوار شرق الضفة الغربية. وقال شهود إن الجنود على حاجز «الحمرا» العسكري أطلقوا النار على الشاب خلدون السمودي (22 عاما) وأردوه قتيلا قبل أن يصل الى الحاجز. وأضافوا ان السمودي أسرع الخطى نحو الحاجز وهو ويهتف «الله أكبر»، فبادره الجنود بإطلاق النار عليه، ما أدى الى مقتله فوراً. وأعلن الجيش أنه عثر بحوزة السمودي على سكين وقنبلتين من صنع محلي لم تنفجرا. والسمودي هو رابع فلسطيني يقتله الجيش الاسرائيلي في الاسبوع الاخير، وهو الثاني الذي يقتل على الحاجز العسكري المذكور في أقل من إسبوع. وكان الجيش قتل الشاب احمد المسلماني (21 عاما) لدى محاولته اجتياز هذا الحاجز الإثنين الماضي. وقال الجنود انه كان يحمل زجاجة وهو يتقدم نحوهم، ما أثار الشكوك بنيته مهاجمتهم. لكن الشهود قالوا إنه كان يحمل زجاجة عصير، ولم تبد عليه إشارات الى انه ينوي مهاجمة الجنود، خصوصاً انهم مدججون بالسلاح ومحصنون خلف سواتر إسمنتية. وأول من أمس، قتل الجنود مواطناً في السادسة والستين من عمره في سرير نومه في منزله في مدينة الخليل أثناء قيامهم بحملة اعتقالات طاولت ستة ناشطين في حركة «حماس». واعترف الجيش الاسرائيلي في وقت لاحق أنه أخطأ في قتل المواطن، الذي في ما يبدو اشتبه الجنود في أنه شاب من ناشطي «حماس» متهم بالوقوف وراء عملية تفجيرية عام 2008 ويقطن في الطبقة الاولى من المنزل. والسبت الماضي، توفيت الشابة جواهر أبو رحمة (36 عاما) إثر تعرضها للاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال تظاهرة سلمية ضد الجدار في قرية بلعين شمال غرب رام الله. وطالبت السلطة الفلسطينية إسرائيل بازالة الحواجز، مشيرة الى أنها تشكل تهديداً على حياة المواطنين، ولا ينطوي وجودها على أهمية أمنية من أي نوع. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض في مقابلة مع «الحياة»، إن الحواجز العسكرية تشكل وسيلة لإدامة الاحتلال، ولا يوجد لها أي مبرر على الإطلاق. وأضاف: «الاسرائيليون يعرفون قبل غيرهم أن الامن في الاراضي الفلسطينية اليوم أفضل مما كان عليه قبل اقامة تلك الحواجز، لكنهم يبقون عليها من اجل ادامة الاحتلال فقط». وجاء استشهاد سمودي قبل ساعات قليلة من اصابة اسرائيلي بجروح نتيجة سقوط قذائف هاون في منطقة النقب الغربي أمس، وغداة مقتل جندي اسرائيلي قرب الحدود الشرقية وسط القطاع في اشتباك مسلح ليل الجمعة - السبت. وتبنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الاسلامي» اطلاق قذائف الهاون التي أدت الى إصابة اسرائيلي بجروح بين متوسطة وخطيرة عصر أمس. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت في وقت سابق مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة خلال الاشتباك. وأكدت أنه تم رفع درجة التأهب في المنطقة المحاذية لقطاع غزة، وأنه سيتم الرد على مقتله بقوة وعنف. وحمّل ناطق باسم قوات الاحتلال حركة «حماس» المسؤولية عن العملية، ونقلت الاذاعة العبرية عن مصادر أمنية قولها إن «قوة من الجيش تعرضت لإطلاق قذائف هاون ونيران من أسلحة خفيفة قرب معبر كيسوفيم على حدود (جنوب مدينة دير البلح جنوب) القطاع بعد وصولها الى المكان اثر اكتشاف مسلحين كان يعتقد بأنهم يهمون بزرع عبوات ناسفة». وقالت إذاعة الجيش الاسرائيلي إن «قوة من الجيش تعرضت على ما يبدو الى كمين محكم، اذ شاغلت مجموعة فلسطينية مسلحة قوات الجيش في منطقة الحدود، فيما تولّت مجموعات اخرى عمليات القصف بقذائف مضادة للدبابات وهاون». وأضافت أن «طائرات مروحية اسرائيلية شاركت في الاشتباك الأعنف منذ شهور عدة على حدود القطاع». من جهته، وصف مصدر في قيادة المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الحادث بأنه «خطير للغاية»، وقال: «ندرس كل تفاصيله، وسنرد بكل قوة على تلك المحاولات التي تستهدف جنود الجيش والمدنيين الإسرائيليين». واضاف أن «معلومات وصلت إلى الجيش منذ الصباح أنذرت بوقوع حادثة من هذه القبيل، وأن تحذيرات كانت عممت على الجنود». وفي تناقض واضح مع الرواية السابقة، أظهرت نتائج تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي أن الجندي قتل «نتيجة إطلاق قذائف من قوات الجيش الإسرائيلي نفسه»، علماً ان قوات الاحتلال قالت انها رصدت مجموعة من المقاومين الفلسطينيين «يزرعون عبوات ناسفة قرب السياج الحدودي، وبدأت بإطلاق القذائف في اتجاههم». وبحسب تقرير الجيش، فإن «إحدى القذائف انحرفت وأصابت الجنود الإسرائيليين». وأضاف أن «عدداً من جنود الكتيبة 202 التابعتين للمظليين ترجل من مركبته العسكرية للفحص، وعندها أطلقت النيران في اتجاههم من قوة أخرى من الجيش». وفور اصابة الجنود الخمسة، قصفت المدفعية الاسرائيلية مناطق فلسطينية بقذائف عدة، فيما أطلقت طائرات «أباتشي» نيرانها أيضاً. وقالت مصادر محلية إن ثلاث قذائف مدفعية سقطت في منطقة جحر الديك شرق مخيم البريج وسط القطاع، من دون وقوع إصابات. الى ذلك، تبنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الذراع العسكرية ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية ل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» عملية قتل الجندي. وقال الناطق باسم الكتائب «أبو خالد» خلال مؤتمر صحافي في مدينة غزة أمس إن «الرد جاء سريعاً ومزلزلاً على جرائم الاحتلال البشعة في حق أبناء شعبنا في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة وكان آخرها عملية الاغتيال الجبانة في الخليل واستمرار غاراته على القطاع». وشدد على أن «المقاومة حق مشروع لشعبنا للرد على الاحتلال وجرائمه البشعة، ليعلم الاحتلال أن عمليات اغتياله وعدوانه لن تمر من دون عقاب». وقالت الكتائب في بيان إن مقاتليها «رصدوا مجموعة من جنود الاحتلال واشتبكوا معها واستهدفوها بقذيفة هاون عيار 120 مليمترا، فيما ألقى طيران العدو النار في مكان العملية في منطقة أبو العجين» وسط القطاع. الى ذلك، أوقف الجيش الإسرائيلي العمل بمنظومة «كيشت» المثبتة في الجزء الخلفي لناقلات الجند الإسرائيلية خلال توغلاتها الدورية في المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع قطاع غزة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إن «قرار توقف العمل بقاذفة الهاون «كيشت» جاء في أعقاب مقتل الجندي واصابة الآخرين عن طريق الخطأ بنيران تلك القذائف الصديقة. وأضافت أن «قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الميجر جنرال تال روسو أمر بوقف العمل بتلك القاذفة». وبيّنت تحقيقات الجيش أن «القاذفة أطلقت ثلاث قذائف متتالية، سقطت أولاها قرب المسلحين الذين فروا من المكان، في حين سقطت الأُخريين على جنود الوحدة التي أصيبت، اذ عرفت أنها بنيران صديقة من الشظايا التي اخترقت أجساد المصابين». وأظهرت التحقيقات أن «القاذفة كيشت تسببت بحادثين مشابهين، أصيب خلالها جنود إسرائيليون نظراً للاستخدام غير الدقيق لتلك القاذفة». وتُطلق القاذفة المبرمجة عبر الحاسب الآلي قذائف هاون من عيار 120 مليمتراً باستخدام إحداثيات تظهر الهدف لمستخدمها على شاشة صغيرة مثبتة على القاذفة. وتستخدم معظم ألوية الجيش الإسرائيلي قاذفة «كيشت» منذ عام 2008، باعتبارها أداة هجومية عالية التقنية خلال العمليات التي يشنها الجيش في المناطق الفلسطينية. ويجري الجيش حالياً تحقيقاً تفصيلياً في الحادث لتحديد سبب انحراف القذيفة عن مسارها او الأعطال في تحديد الإحداثيات.