بحث ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس روسيا، في الكرملين بموسكو أمس (الثلثاء) الشراكة وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف في آسيا الوسطى. كما تم خلال اللقاء الاتفاق بين المملكة وروسيا على عدد من القضايا الإقليمية، وأبدى الجانبان تفاؤلاً حيال الأزمة السورية. واستعرض الجانبان خلال الاجتماع تعزيز التوافق السعودي - الروسي حول الاتفاق النفطي الذي قادته المملكة، إذ يضمن للمرة الأولى في تاريخ المنظمة تعاون الدول المنتجة للنفط من خارج «أوبك»، وعلى رأسها روسيا، كما بحثا فرص تحفيز هذا الاتفاق وتفعيله لتحقيق عوائد إيجابية لتحقيق الاستقرار في أسواق البترول، إضافة إلى التعاون السعودي - الروسي في مجال الصناعات البتروكيماوية وعدد من الصناعات النفطية. وفي بداية اللقاء رحب الرئيس الروسي بولي ولي العهد، في زيارته الحالية إلى موسكو، معبراً عن رغبته بنقل تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما نقل ولي ولي العهد تحيات خادم الحرمين الشريفين إلى الرئيس الروسي. حضر اللقاء وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان، والمستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء أحمد الخطيب، والمستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ياسر الرميان. ومن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف، ووزير الدفاع سيرجي شايفو، ومساعد الرئيس الروسي للشؤون السياسية يوري أوشاكوف، ووزير الطاقة ألكسندر نوفاك، والرئيس التنفيذي لشركة روس نفط الروسية إيغور سيتشين، ورئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دمترييف. إلى ذلك، وصفت المستشارة في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لإدارة الرئيس الروسي في موسكو يلينا سوبونينا، زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إلى موسكو ب«الناجحة جداً»، موضحة في اتصال ل«الحياة» أمس أن «المفاوضات التي جمعت بين الأمير محمد بن سلمان، والرئيس بوتين انتهت بالنجاح». وأشارت إلى أن التركيز كان خلال المحادثات على المجال الاقتصادي، وخصوصاً أن هذا المجال ضروري لتنشيط العلاقات المشتركة، ونجحت كل من روسيا والسعودية في التنسيق بخصوص ملفات مهمة ومعقدة مثل ملف أسعار النفط، وهذا التعاون على الأقل في هذا المجال يشير إلى أن الرياضوموسكو من الممكن أن تتعاونا بالقدر نفسه في ملفات أخرى أيضاً، مثلاً بيع الأسلحة الروسية إلى المملكة، والتعاون مع الشركات النفطية الروسية للعمل في المملكة. ولفتت إلى أنه «بشكل واقعي هناك تباينات في المواقف والتوجهات بين البلدين في بعض القضايا السياسية مثل الأزمة السورية، لكن هذه التباينات ليست كبيرة للدرجة التي تتحول إلى عائق أمام التوافق المبدئي في القضايا الأخرى، وذلك لضرورة الحفاظ على العلاقات المشتركة بين البلدين وتنشيطها». وحول مستقبل الأزمة السورية في ظل هذا التقارب السعودي - الروسي، قالت سوبونينا ل«الحياة»: «هناك تفاؤل في موسكو ينبثق من الاتفاق المشترك بين ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على ضرورة إنهاء وحل الأزمة في سورية، فالبلدان لا يريدان استمرار هذه الحرب، والرياضوموسكو معنيتان بإنهاء الحرب في سورية، وروسيا طرحت مبادرة بشأن إنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سورية، والرياض تتحفظ على هذا المقترح، لكن تمت مناقشة المقترح بالتفصيل، وخصوصاً أن روسيا تريد أن تحصل على مساعدة المملكة ودول الخليج في هذا الأمر وهو في غاية الصعوبة، وإذا حدث تعاون بشكل أكبر مما هو عليه الآن بين الرياضوموسكو وهو ما نقله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثاته مع الأمير محمد بن سلمان، فبالتأكيد لا بد من حدوث تأثيرات إيجابية حول الأزمة السورية، وإن كنا نرى وجود عوائق كبيرة لبعض الدول التي قد تكون معنية باستمرار الحرب في سورية، وتحاول إفشال هذا التقارب». وكشفت المستشارة في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لإدارة الرئيس الروسي في موسكو «أنه عقد على هامش الزيارة لقاء بين وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك، ووزير النفط في المملكة خالد الفالح، بحضور رئيس شركة غاز بروم نفط ألكسندر ديوكوف، وتم خلال اللقاء بحث التعاون في مجال التصنيع السعودي - الروسي المشترك لمعدات النفط والغاز، وفي مجال التكنولوجيا، واهتمام الشركات النفطية الروسية للوصول إلى السوق السعودية»، مضيفة أنه «للمرة الأولى يناقش الجانبان موضوع التصنيع المشترك، إذ تعول وروسيا كثيراً على تنفيذ هذا المشروع لما فيه من فائدة كبرى على البلدين والشعبين».