أجرى ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أمس، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نقل خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز له ، كما تم بحث أبرز المستجدات الدولية والإقليمية وتطورات الأوضاع على الساحة السورية. وأكد ولي ولي العهد خلال الاجتماع حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق تطلعات الشعب السوري وموقفها الداعم لحل الأزمة السورية على أساس سلمي وفقاً لمقررات مؤتمر جنيف (1) وبما يكفل إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري من مآسٍ على يد النظام السوري، وتلافي استمرار تداعيات هذه الأزمة على الأمن والاستقرار في المنطقة. وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال أمس، إن «الاتصالات بين روسيا والسعودية أصبحت مكثفة للغاية». وقال وزيرا خارجية روسيا والسعودية أمس، إن البلدين سيزيدان التعاون في شأن سورية ومحاربة الإرهاب. وعبّر وزير الخارجية السعودي الجبير عن أمله في إجراء المزيد من المحادثات الأسبوع المقبل. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف (رويترز) بعد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمير محمد بن سلمان أن روسيا مستعدة للعمل مع الجيش السعودي في شأن سورية، إلا أن الجبير أشار إلى أن الرياض لديها مخاوف في شأن سياسة روسيا. حضر الاجتماع من الجانب السعودي وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الصحة المهندس خالد الفالح، والمستشار بالديوان الملكي أحمد الخطيب، والمستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع فهد العيسى. فيما حضره من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف، ووزير الدفاع سيرجي شايقو، ووزير الطاقة ألكسندر أوشاكوف، ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، ورئيس الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديميتروف. وحذرت السعودية خلال الاجتماع، من تداعيات التدخل الروسي في سورية وخطورته على المنطقة، الذي قد يدخل موسكو طرفاً في الحرب الطائفية، ويستعدي المسلمين السنة في العالم، واستقطاب المتطرفين والجهاديين للحرب في سورية، كما دعت الرياضموسكو للإسهام في محاربة الإرهاب في سورية بالانضمام إلى التحالف الدولي. وعلى رغم معارضة المملكة للحملة العسكرية الروسية، إلا أن ولي ولي العهد بادر بلقاء الرئيس بوتين للاستماع لوجهة نظر موسكو، من أجل الوصول إلى حل يفيد السوريين. ... والجبير: متمسكون برحيل الأسد عن سورية قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن المملكة ستزيد تعاونها مع روسيا في مكافحة الإرهاب، ولفت إلى أن لقاء الرئيس بوتين مع الأمير محمد بن سلمان بحث تعزيز العلاقات في مجال التكنولوجيا العسكرية. وأكد الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أمس، أن المملكة متمسكة برحيل بشار الأسد عن سورية، وتريد حكومة انتقالية في هذا البلد لتؤدي إلى رحيل الأسد. وأشار إلى أن المسؤولين الروس أكدوا للوفد السعودي أن تدخلهم في سورية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. من جهته، قال الوزير الروسي لافروف: «يمكنني أن أقول إن هناك تفاهماً بين الجانبين على أن اجتماع اليوم يمكن أن يعزز التعاون بيننا». وأغضب تدخل روسيا في سورية معارضي الأسد في المنطقة بما في ذلك السعودية، التي تقول إن الضربات الجوية الروسية تستهدف جماعات معارضة للأسد وليس تنظيم داعش فحسب الذي تقول موسكو إنها تستهدفه. وأقر لافروف بأن السعودية لديها «مخاوف» في شأن أهداف روسيا، لكنه قال إنها لا تستهدف إلا المتطرفين بما في ذلك تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.