يبدو أن جلوس المرأة السعودية على مقعد كابتن طائرة بات أقرب من أي وقت مضى، بعد الإعلان عن ابتعاث 30 فتاة لدراسة علوم الطيران في الخارج، ليقترب تحقيق حلم طالما راود السعوديات بأن تقود إحداهن طائرة تنتمي إلى خطوط بلادها. وتعود محاولات اقتحام السعودية عالم الطيران، إلى أكثر من عقدين، ونجحت بعضهن في الحصول على رخص دولية لقيادة طائرات من الخارج، وكانت أول سعودية تحصل عليها في العام 1997 من الولاياتالمتحدة. وأعلنت «الخطوط السعودية» أول من أمس (الأحد)، استكمالها إجراءات 30 فتاة من خريجات البكالوريوس في المجالات العلمية والرياضيات والحاسب الآلي للالتحاق ببرنامج الابتعاث «وظيفتك وبعثتك» للتدريب على الطيران، والحصول على دبلوم ورخصة الطيران التجاري. وقال مديرها العام المهندس صالح الجاسر إن الخطوط السعودية فتحت أبوابها للمرأة للعمل في مواقع عدة لديها، إذ أثبتت جدارتها في الشؤون المالية وتقنية المعلومات وعلاقات الضيوف ومركز الاتصال الموحد للحجز وبمكاتب المبيعات وفي شركة الخطوط السعودية للتموين وصالات «الفرسان» وقريباً في خدمة الضيوف في المطارات. وأكد الجاسر ترحيب الشركة ب«بنات الوطن الراغبات في تحقيق طموحهن بارتياد عالم الطيران، بكل ما تعنيه من تدريب مكثف ودراسات متخصصة وتقنيات حديثة ومتغيّرة ومستوى لغوي رفيع»، لافتاً إلى أن المستقبل القريب سيشهد «وجود المرأة السعودية في قلب المنظومة التشغيلية لرحلات السعودية وفي موقع قائد طائرة ومساعد طيار على أحدث الطائرات في العالم». ويصل عدد السعوديات العاملات في «الخطوط السعودية» حالياً إلى 500 سعودية يعملن في مجالات عدة. واستكملت «الخطوط السعودية» إجراءاتها لابتعاث الدفعة الثانية من برنامج «وظيفتك وبعثتك» للتدريب ودراسة علوم الطيران وهندسة وصيانة الطائرات بإجمالي 758 متدرباً. وتعد هنادي الهندي (37 عاماً) المنحدرة من مكةالمكرمة أول سعودية تقود طائرة على أراضيها، بعدما حصلت على شهادة في الطيران التجاري من الأردن، بعد تخرجها في العام 2004، وتقود حالياً الطائرة الخاصة بالأمير الوليد بن طلال. وتلتها ياسمين الميمني التي حصلت على رخصة دولية بتقدير امتياز من الأردن، بعدما أنهت دراستها الثانوية في العام 2009، والتحقت بأكاديمية الطيران، واختيرت سفيرة لإحدى شركات الطيران الأميركية العالمية، لإكمال دراسة الطيران فيها. وحصلت السعودية نوال هوساوي على رخصة الطيران في العام 2008، وتملك اليوم طائرتها الخاصة، وتقول: «حصلت على رخصة قيادة الطائرة إثر دراستي الطيران في أميركا، وهي رخصة دولية. وأقود حالياً طائرتي الخاصة بصورة مستمرة في أميركا وخارجها. وعندما أفكر بالاستقرار في المملكة سأقودها من دون أية عقبات. وربما أصبح مدربة، لأفيد بنات بلدي الراغبات في قيادة الطائرة». ولم يعد هناك مبرر للتمسك برفض قيادة المرأة السعودية الطائرات، بعد عرض شركات وخطوط طيران استعدادها لتوظيف السعودية «كابتن طيار»، وكان أحد مسؤولي شركة نسمة للطيران أعلن في شهر آذار (مارس) الماضي، عن ترحيب الشركة بتوظيف المرأة السعودية «كابتن» أو «مساعد طيار» على متن طائراتها، في حال سمحت هيئة الطيران المدني بالقيادة في الأجواء. وسبق ذلك بأشهر، إعلان الخطوط التركية رغبتها في توظيف سعوديات في وظيفة «كابتن طيار» ممن يحملن رخصة في هذا المجال ولم يجدن وظيفة للتوظيف في الطيران المحلي، مشيرة إلى أنها تفضل «كابتن طائرات مسلمات». وتخرجت قبل أكثر من عام حوالى 20 فتاة سعودية من أكاديمية «رواد الطيران» بجدة، وحصلن على رخصة «مرحل جوي» معتمدة رسمياً للعمل مساعد طيران أرضي في شركات الطيران السعودية، وذلك بعد اجتيازهن دورة مدتها 13 أسبوعاً للحصول على رخصة مساعد طيران أرضي، وهو الشخص المؤهل والمجاز له قانوناً ترحيل الطائرات بعد دراسة المعلومات الفنية للرحلة وتجميعها وتجهيزها لقائد الطائرة قبل الإقلاع، والتوقيع معه على نموذج إذن الترحيل الجوي. وتخرجت قبل عام سعوديات درسن «هندسة الطيران» في الأردن، شملت تخصصاتهن مجالات متنوعة، مثل: التحليق الجوي، والطيران الشراعي، وصرحت إحدى الخريجات ياسمين الزيدي ل«الحياة»: «خلال أعوام دراستي في الأردن تمكنت من صيانة بعض أقسام الطائرة، وتخصصت في مجال الميكانيكا تحديداً، فأنا لا أرغب في الأقسام التي تتعلق بالصيانة داخل الطائرة. وحصلت على الشهادة، وانتظر الآن مصادقتها من هيئة الطيران المدني، على رغم أنني لست كابتن، وإنما مهندسة». من ناحية أخرى، عيّن مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني في اجتماعه في أيار (مايو) الجاري، أول سيدة سعودية في مجلس مديري شركة مطارات الدمام، لتكون هند الزاهد أول امرأة تنضم لمجلس مديري إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للطيران المدني.