في استطلاع أجرته إحدى القنوات التليفزيونية حول حظوظ المنتخب السعودي في الفوز بكأس آسيا لكرة القدم مرة رابعة، لم يظهر أحد من الذين تحدثوا للقناة تفاؤله بتحقيق اللقب، وتوقع أكثرهم تفاؤلاً أن يصل «الأخضر» إلى المباراة النهائية... ولو شاركت شخصياً في الاستطلاع لما ذهبت أبعد مما ذهبوا إليه على اعتبار أن أداء المنتخب السعودي في المناسبات الأخيرة لم يكن يبعث على الاطمئنان، وعلى رغم أن الغالبية لا ينتظرون الكثير في الدوحة، خصوصاً في وجود المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو، إلا أن تجارب المنتخب السعودي خلال سبع مشاركات سابقة لم تظهر أن لنتائجه علاقة بالمشاركات التي تسبق البطولة! وحين شارك المنتخب السعودي في بطولة العام 1984 لم يكن أكثر أنصاره تفاؤلاً يتوقع الوصول إلى الدور نصف النهائي، بعدما عانى «الأخضر» طويلاً في بطولة الخليج في مسقط قبل البطولة الآسيوية بنحو شهر، ونال هزائم قياسية في البطولة، غير أن المحصلة النهائية كانت الفوز بكأس الأمم الآسيوية، وفي العام 1988 لم يكن المنتخب السعودي مرشحاً، وهو الذي خرج من تجربة الراحل عمر أبو راس وخسارة كأس الخليج في الرياض، ولم يكن في العام 1992 في حال جيدة قبل بدء البطولة، وعلى رغم ذلك بلغ النهائي، وحتى في العام 1996 حين نال اللقب للمرة الثالثة لم يكن في أفضل حالاته عندما وصل إلى أبو ظبي بجهاز تدريبي جديد وبمعنويات محبطة بفعل خسارة اللقب في البطولة الخليجية، وأيضاً في العام 2000 التي خاض المنتخب السعودي منافساتها من دون أن يتذوق طعم الفوز خلال عامين سوى مرة واحدة مع المدرب التشيخي ميلان ماتشالا، والحال نفسه ينطبق على بطولة العام 2007 التي لم يكن أكثرنا تفاؤلاً يتوقع للمنتخب بلوغ الدور نصف النهائي. هذه التجارب تجعلنا لا نستبعد أن يعود المنتخب السعودي إلى عادته حتى مع مدرب سلبي لا يمتلك من أدوات الهجوم ما يمكن أن يمنح «الأخضر» أفضلية. شخصياً لا شيء بالنسبة لي يدعو للتفاؤل، باستثناء أن هذه البطولة أصبحت مناسبة مفضلة للاعبين السعوديين يمكن من خلالها أن يظهروا من خلالها قدراتهم بعيداً عن الخطط التدريبية والفلسفة «البرتغالية»، ولعل بطولتي العام 1996 والعام 2000 تبرهن على أن «الخضر» يستطيعون قيادة المنتخب للفوز من خلال قدراتهم الخاصة، إذ لم يكن فينغادا وناصر الجوهر أفضل حالاً من بيسيرو. واللافت أن هناك حال عشق بين بعض المنتخبات والألقاب، فكما يعشق الكويتيون كأس الخليج، والمصريون كأس أفريقيا، يعشق السعوديون كأس آسيا... أرجو ألا نفرط في التشاؤم فحال العشق ربما غيرت أحوالاً! [email protected]