40 ألف أرهابي أجنبي انضموا إلى «تنظيم داعش» بينهم خمسة آلاف من أوروبا وستة آلاف من روسيا والبقية من دول أخرى في آسيا وأفريقيا وغيرها. ومن بين هؤلاء، شكل أبناء الأقليات 50 في المئة من عناصر «داعش»، و20 في المئة منهم من النساء، والكثير منهم من معتنقي الإسلام منذ فترة قصيرة. هذه أرقام ومعلومات أطلقها الأمين العام للمؤتمر الإسلامي- الأوروبي الدكتور محمد البشاري في مجلس ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى لقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. معلومات وأرقام كانت صادمة للحضور في المجلس الذي زاد عن الألف من كبار المفكرين والسياسيين والديبلوماسيين يتقدمهم الشيخ محمد بن زايد ورئيس الجابون عمر بانجو، خصوصاً أن تأثير العملية الإرهابية في مانشستر ما زالت في الذاكرة. رأى مجلس محمد بن زايد أن تكون أولى المحاضرات التي يستضيفها في موسمه الرمضاني لهذا العام مخصصة للواقع العربي والإسلامي في أوروبا. واستضاف لهذه الغاية أحد أكثر العارفين بهذا الواقع وهو الأمين العام للمؤتمر الإسلامي- الأوروبي الدكتور محمد البشاري الذي قدم محاضرة بعنوان: «المسلمون في أوروبا وتحديات المواطنة». وفي تناوله لواقع المسلمين في أوروبا وتحديات المواطنة ركز البشاري على البعد «الفقهي» الذي تنطلق منه الجماعات المتطرفة والذي يؤسس لسياسات مشبوهة ساهمت في ظهور جماعات إرهابية متطرفة. وقال «على مدار التاريخ... كانت هناك جماعات تظهر وتتصدر المشهد وتسعى الى اختطاف الإسلام عبر منطق قائم على القتل والتهجير بل وقتل الذاكرة الإنسانية للمجتمعات كما فعل داعش والقاعدة والجماعات المتحزبة التي تسعى الى اخترال الإسلام في جماعة كالإخوان المسلمين». ولفت إلى أن كل هذه الجماعات والتنظيمات لا تؤمن بالولاءات للوطن ولا لولاة الأمر وتشترك في ولاءات زائفة عابرة للحدود وعملت على استغلال المساجد والملتقيات لتشويش أفكار المسلمين انطلاقاً من مدارس تكفير وقتل لكل من هو غير مسلم، مشيراً إلى أن معالجة الفجوة الفكرية التي تسبب فيها أولئك الإرهابيون تحتاج إلى آليات عمل تكفل إزاحة الأفكار المغلوطة من العقول وإعادة ما استطاع هؤلاء الإرهابيون خطفه.