تباينت مواقف عدد من الفاعلين في الوسط الكروي بالجزائر إزاء قرار اتحاد الكرة بتأجيل مباريات الجولة الرابعة عشرة من دوري المحترفين، لكنها أجمعت على «ضرورة احترام المصلحة العامة للبلد». وهي المرة الأولى منذ سنوات التي يلجأ فيها اتحاد الكرة إلى مثل هذا القرار «السياسي». وتأجلت مباريات الجولة ال14 للدرجة الأولى والثانية من الدوري الجزائري للمحترفين، والتي كانت مقررة يومي الجمعة والسبت، إثر الاضطرابات العنيفة التي هزت أزيد من 18 ولاية (محافظة) أبرزها الجزائر العاصمة. وأعلن أيضاً إرجاء كل مباريات بطولة القسم الثاني ومباريات الدرجة الوطنية (هواة). وتوقعت مصادر أن يصاب الدوري ب«الشلل» في حال لم تتوقف الأحداث العنيفة التي تهز الجزائر قبل يوم الثلثاء الموعد المقرر سلفاً لإجراء مباريات هذه الجولة. وعادة ما تلجأ جماهير الكرة إلى استغلال الملاعب منابر لإفراغ شحناتها تجاه النظام ومحيطها بشكل عنيف، ما يولد في حالات كثيرة أحداث شغب وعنفاً يصعب تطويقه من دون وقوع إصابات. ووصف فاعلون في الوسط الكروي بالجزائر التأجيل ب«المفيد للأندية نفسها وجماهيرها ومدنها أيضاً تجنباً لمزيد من صبِّ الزيت على النار الملتهبة أصلاً بملاعب كثيراً ما كانت منابر للعنف والشغب»، وذلك على رغم «إبداء عدد منهم تحفظات بسبب القرار الذي لا يخدم مصلحة فرقهم». وفي هذا الشأن رأى المدرب الجديد القديم لوفاق سطيف الفلسطيني منصور حاج سعيد أن «التأجيل سيكون مفيداً لفريقه». قال: «أمامي متسع من الوقت لتطبيق برنامجي التدريبي لتكون لديّ نظرة شاملة على الإمكانات الحقيقية لفريقي». وكان مقرراً أن يواجه الوفاق، أول من أمس، نظيره اتحاد عنابة بملعبه 8 أيار 1945 بسطيف لحساب الجولة ال14 من الرابطة المحترفة الأولى. وشدَّد رئيس أهلي برج بوعريريج على أنه «من الواجب احترام قرار التأجيل طالما أنه سياسي وليس رياضياً». وسار غالب الفرق التي تعيش وضعاً سيئاً بالترتيب العام أو تلك التي غيرت مدربيها في آخر لحظة لإبداء موافقتها على القرار «الذي سيمكنها من تصحيح الأخطاء قبل فوات الأوان» على حد تعبير مدرب مولودية الجزائر الفرنسي آلان ميشيل. في المقابل، لم يهضم المدرب الجديد لمولودية العلمة عبدالكريم بيرة قرار التأجيل، مؤكداً أن «أشباله كانوا متحفزين، أكثر من أي وقت مضى، لإحراز نتيجة إيجابية أمام شبيبة القبائل بتيزي وزو». فيما أيده مدرب وداد تلمسان عبدالقادر عمراني الذي أكد أن «الفريق اجتهد طيلة أسبوع كامل، وتم وضع جميع الخطط لخوض مباراة أهلي برج بوعريريج قبل أن يخلط القرار حساباتنا». لكنهما شدّدا على «قبولهما للقرار نظراً للأحداث التي تعصف بالبلد». وتلاقى ذلك مع تأكيد مزيان إيغيل مدرب جمعية الشلف المتصدر ب27 نقطة أن «التأجيل لا يخدم فريقه الساعي إلى تأكيد صحوته بإضافة ثلاث نقاط أمام اتحاد الجزائر، ومن شأن ذلك أن يخفت من العزيمة الفولاذية لدى لاعبي فريقي». مضيفاً أنه «سيضطر إلى تسطير برنامج تدريبي استدراكي لتعويض نقص الممارسة لدى فريقه منذ توقف البطولة قبل أيام». وتبدو رغبة مسيري الشلف في مواصلة المسيرة الناجحة قوية إلى حد أن رئيس النادي عبدالكريم مدوار كشف عن رغبة «الفريق في الحصول على اللقب الشتوي». وقال: «إن فريقنا يملك من الإمكانات البشرية ما يؤهله لإحراز لقب المرحلة الشتوية». وأعرب عن اعتزازه بما وصفه ب«العمل الجبار» الذي يقوم به المدرب الوطني الأسبق مزيان إيغيل (58 سنة)، مؤكداً أن الفريق «حقق مشواراً رائعاً بالرابطة المحترفة الأولى، فلم يخسر أبداً بقواعده، بل إنه عاد بفوزين وأربعة تعادلات من خارج قواعدنا ما مكننا من اعتلاء الصدارة لأول مرة في تاريخ النادي».