قُتل عشرة جنود وجُرح آخرون بينهم أثنان إصاباتهم خطرة، في عملية ل»القاعدة» استهدفت نقطة أمنية في امعين بمديرية لودر التابعة لمحافظة أبين، في هجوم هو الأعنف والاكثر دموية للتنظيم على القوات النظامية ضمن عمليات «نفي الخبث». وأكدت مصادر محلية ل»الحياة» أن المسلحين، الذين كانوا يستقلون سيارة «تويوتا»، أمطروا النقطة الأمنية بالرصاص وقذائف «آ ربي جي» الصاروخية ما أسفر عن استشهاد الجنود فوراً وإصابة الآخرين وتدمير عربة مدرعة وناقلة جند وصهريجي مياه. وفر المهاجمون قبل وصول أعداد كبيرة من القوات العسكرية والأمنية، معززة بالمدرعات والدبابات لملاحقة المسلحين الذين يُعتقد أنهم لجأوا إلى مناطق جبلية وعرة.وبعد الحادث تعرض قائد اللواء العسكري المرابط في مديرية لودرالعميد الركن محسن جزيلان الى اصابات خطرة عندما وقع ومرافقوه في كمين لمسلحين من التنظيم وقتل في الحادث ثلاثة جنود واصيب رابع بجراح خطرة. وعلى الفور سارع الجيش الى قصف مواقع يعتقد ان المسلحين لجأوا اليها بالمدفعية الثقيلة. ويأتي الهجوم بعد أيام من إعلان تنظيم «القاعدة» في اليمن مسؤوليته عن نحو 50 عملية بين أيار (مايو) وتشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وفقاً لتقرير أوردته دورية «صدى الملاحم» الصادرة عن التنظيم. ويستغل التنظيم حالة الانفلات الأمني في بعض المحافظات الجنوبية والشمالية لتنفيذ مخططاته وتعزيز تواجده في المناطق الجبلية الوعرة ذات التضاريس الصعبة وتجنيد عناصر جديدة وضمها إلى صفوفه، خصوصاً من فئة الشباب العاطلين عن العمل والفقراء، وأبناء القبائل غير الموالية للدولة طمعاً في حمايتها، وتغطية النشاطات «الإرهابية» انطلاقاً منها. ورصد التقرير الإخباري الأول ل»القاعدة» التي أطلق عليها اسم «نفي الخبث» العمليات التي نُفذت في خمسة شهور، استهدف بعضها مقرات ودوريات ونقاطاً عسكرية وأمنية، واغتيال ضباط وقيادات في الجيش والأمن والاستخبارات. وبين التقرير أن التنظيم نفذ 13 عملية، استهدفت ضباطاً وقيادات أمنية في خمس محافظات يمنية، وأشار إلى أن ست عمليات كانت من نصيب محافظة أبين، قتل في خمسٍ منها خمسة ضباط أمن، في حين استهدفت العملية السادسة محافظ أبين أحمد الميسري، وهو في موكب يتقدم حملة عسكرية لملاحقة عناصر التنظيم في مديرية مودية، وعلى رغم من نجاة المحافظ إلا أن العملية خلفت ثمانية قتلى من الجنود والضباط المرافقين له، بينهم شقيق المحافظ. كما تبنى التنظيم استهداف ثلاثة ضباط في محافظة حضرموت وضابطين في محافظة لحج، غير أنه أكد مقتل ثلاثة منهم فقط، وأشار إلى تضارب المعلومات في شأن مقتل الضابطين الآخرين، أحدهما مدير الأمن السياسي في مديرية سيئون (حضرموت)، والآخر نائب مدير الأمن السياسي في لحج والذي أصيب بعيارين ناريين. وأكد «القاعدة» اغتيال نائب مدير البحث الجنائي في مأرب محمد فارع، الذي ادعى التنظيم «أنه كان يلاحق عناصرنا ويجند الجواسيس» بحسب معلومات قال أن «جهاز امن المجاهدين» وفرها، في حين كانت العملية الأخيرة من نصيب محافظة صعدة حيث اسرت «إحدى سرايا المجاهدين نائب مدير الأمن السياسي في صعدة العقيد علي محمد صلاح الحسام» الذي اتهمه «القاعدة» بأنه «كان يدير شبكات تجسس على المسلمين منذ 20 عاماً». وتنوعت العمليات الأخرى التي تبناها التنظيم بين هجمات على مقار الأجهزة الأمنية في أبين ولحج، وبين كمائن وهجمات استهدفت دوريات الشرطة والثكنات والنقاط الأمنية والعسكرية في محافظات أبين، التي شهدت غالبية العمليات، وشبوة، ولحج، وصنعاء، التي كانت من نصيبها عمليتان، استهدفت إحداها حافلة تقل جنوداً وضباطاً تابعين لجهاز الأمن السياسي، والثانية الهجوم على سيارة نائب السفير البريطاني. وتبنى التنظيم المسؤولية عن تفجير أنبوب تصدير الغاز في محافظة شبوة، وبرّر ذلك بوقف «نهب ثروات المسلمين». كما تبنى العملية التي استهدفت سيارة تابعة للبعثة الديبلوماسية البريطانية في صنعاء بصاروخ «لو».