تتجه العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي نحو نقطة تحوّل فارقة، ويبدو أن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، على «خريطة طريق» تمتد 12 شهراً، ستكون الاختبار الأخير لتركيا قبل تحديد نوع جديد من العلاقات معها. وكان أردوغان لمّح إلى أن مسؤولي الاتحاد يفكرون في صيغة جديدة للعلاقات مع أنقرة، وذلك قبل اجتماعه بهم في بروكسيل. وتشير تفاصيل «خريطة الطريق» إلى تركيز الجانبين، الأوروبي والتركي، على ملفين أساسيين قد يشكلان مستقبلاً محور علاقاتهما، والتي قد تحلّ مكان مسار العضوية الكاملة المُجمّد الآن، وهما ملفا اللاجئين والاتحاد الجمركي، أي العلاقات الأمنية والاقتصادية. ويُفترض أن تبدأ اللقاءات مجدداً بين الطرفين على مستوى الخبراء والبيروقراطيين في 13 حزيران (يونيو) المقبل، على أن تبدأ الاجتماعات على مستوى الوزراء في تموز (يوليو). وخلال هذه اللقاءات، ستُناقش مطالب تركيا بتحويل مزيد من المبالغ المالية المخصصة لرعاية اللاجئين في تركيا، وفق الاتفاق المبرم بين الطرفين. وستكون لملف اللاجئين الأولوية في «خريطة الطريق». وقالت مصادر أوروبية إن ملف الدعم المالي تمكن تسويته بسهولة، مستدركة أن مطالب أنقرة بالحصول على حرية التنقل لمواطنيها في دول الاتحاد، مرهونة بتنفيذها البنود المتفق عليها في ما يتعلّق بجوازات السفر والمعلومات الأمنية وتعريف الإرهاب وتعديل قانونه. كما ستعمل اللجان على تطوير اتفاق الاتحاد الجمركي، وهو الأقدم المُبرم بين الطرفين. ونقلت صحيفة «حرييت» عن مصادر أوروبية أن مسألة فتح فصول تفاوض جديدة بين تركيا والاتحاد مرهونة أيضاً بتطبيق أنقرة مجدداً معايير الاتحاد في ما يتعلّق بحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير. ويشير ذلك إلى أن هذا الموضوع مؤجل إلى حين صدور تقرير جديد عن لجنة المجلس الأوروبي التي وضعت تركيا مجدداً تحت الرقابة. وليس متوقعاً أن يصدر هذا التقرير خلال هذا العام، علماً ان ذلك مرتبط باتخاذ تركيا خطوات تدفع المجلس الى تغيير موقفه في شأن ملفها في حقوق الإنسان. وأوردت صحف تركية أن الاتحاد وجّه رسالة قوية لأردوغان، تطالبه بإطلاق الصحافيين المسجونين، في خطوة حسن نية نحو تحسين ملف حقوق الإنسان، ووقف الحديث عن العودة للعمل بعقوبة الإعدام. لكن محللين أتراك يرون في «خريطة الطريق» فرصة أخيرة لعودة تركيا إلى طريق العضوية في الاتحاد الأوروبي، مرجّحين فشل هذه الخريطة، لتبدأ بعدها مناقشة إطار جديد للعلاقات بين أنقرةوبروكسيل، يستند الى التعاون الاقتصادي والأمني ضمن صيغة جديدة من شراكة مميزة، طرحتها ألمانيا وفرنسا سابقاً ورفضتها أنقرة مراراً. لكن الوضع السياسي في تركيا الآن وتوجّهات أردوغان وحكومة حزب «العدالة والتنمية» قد تغيّر موقف أنقرة في اتجاه قبول الصيغة الجديدة، للتخلّص من ضغوط الاتحاد في ما يتعلّق بملف حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير. على صعيد آخر (رويترز)، أعلن الجيش التركي انه قتل 13 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، في غارات جوية شنّها على شمال العراق. وأضاف أن مقاتلاته شنّت غارة جوية منفصلة في إقليم فان جنوب شرقي تركيا، أسفرت عن مقتل 10 آخرين من «الكردستاني».